____________________
بمعنى الحرد. وقرئ على حرد: أي لم يقدروا إلا على حنق وغضب بعضهم على بعض فقوله تعالى - يتلاومون - وقيل الحرد: القصد والسرعة، يقال حردت حردك، وقال:
أقبل سيل جاء من أمر الله * يحرد حرد الجنة المغله وقطا حراد سراع: يعنى وغدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة ونشاط قادرين عند أنفسهم يقولون نحن نقدر على صرامها وزي منفعتها عن المساكين. وقيل حرد علم للجنة: أي غدوا على تلك الجنة قادرين على صرامها عند أنفسهم، أو مقدرين أن يتم لهم مرادهم من الصرام والحرمان (قالوا) في بديهة وصولهم (إنا لضالون) أي ضللنا جنتنا وما هي بها لما رأوا من هلاكها فلما تأملوا وعرفوا أنها هي قالوا (بل نحن محرومون) حرمنا خيرها لجنايتنا على أنفسنا (أوسطهم) أعد لهم وخيرهم من قولهم هو من سطة قومه واعطني من سطات مالك. ومنه قوله تعالى - أمة وسطا - (لولا تسبحون) لولا تذكرون الله وتتوبون إليه من خبث نيتكم كان أوسطهم، قال لهم حين عزموا على ذلك: اذكروا الله وانتقامه من المجرمين وتوبوا عن هذه العزيمة الخبيثة من فوركم وسارعوا إلى حسم شرها قبل حلول النقمة فعصوه فعيرهم، والدليل عليه قولهم: سبحان ربنا إنا كنا ظالمين، فتكلموا بما كان يدعوهم إلى التكلم به على أثر مقارفة الخطيئة ولكن بعد خراب البصرة. وقيل المراد بالتسبيح الاستثناء لالتقائهما في معنى التعظيم لله، لأن الاستثناء تفويض إليه ولتسبيح تنزيه له، وكل واحد من التفويض والتنزيه تعظيم. وعن الحسن: هو الصلاة كأنهم كانوا يتوالون في الصلاة، وإلا لنهتهم عن الفحشاء والمنكر ولكانت لهم لطفا في أن يستثنوا ولا يحرموا (سبحان ربنا) سبحوا الله ونزهوه عن الظلم وعن كل قبيح، ثم اعترفوا بظلمهم في منع المعروف وترك الاستثناء (يتلاومون) بلوم بعضهم بعضا لأن منهم من زين ومنهم من قبل، ومنهم من أمر بالكف وعزر، ومنهم من عصى الآمر، ومنهم من سكت وهو راض (أن يبدلنا) قرئ بالتشديد والتخفيف (إنا إلى ربنا راغبون) طالبون منه الخير راجون لعفوه (كذلك العذاب) مثل ذلك العذاب الذي بلونا به أهل مكة وأصحاب الجنة عذاب الدنيا (ولعذاب الآخرة) أشد وأعظم منه. وسئل قتادة عن أصحاب الجنة أهم من أهل الجنة أم من أهل النار؟ فقال: لقد كلفتني تعبا. وعن مجاهد: تابوا فأبدلوا خيرا منهم. وروى عن ابن مسعود رضي الله عنه: بلغني أنهم أخلصوا وعرف الله منهم الصدق فأبدلهم بها جنة يقال لها الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منه عنقودا (عند ربهم) أي في الآخرة (جنات النعيم) ليس فيها إلا التنعم الخالص لا يشوبه ما ينغصه كما يشوب جنان الدنيا، كان صناديد قريش يرون وفور حظهم من الدنيا وقلة حظوظ المسلمين منها، فإذا سمعوا
أقبل سيل جاء من أمر الله * يحرد حرد الجنة المغله وقطا حراد سراع: يعنى وغدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة ونشاط قادرين عند أنفسهم يقولون نحن نقدر على صرامها وزي منفعتها عن المساكين. وقيل حرد علم للجنة: أي غدوا على تلك الجنة قادرين على صرامها عند أنفسهم، أو مقدرين أن يتم لهم مرادهم من الصرام والحرمان (قالوا) في بديهة وصولهم (إنا لضالون) أي ضللنا جنتنا وما هي بها لما رأوا من هلاكها فلما تأملوا وعرفوا أنها هي قالوا (بل نحن محرومون) حرمنا خيرها لجنايتنا على أنفسنا (أوسطهم) أعد لهم وخيرهم من قولهم هو من سطة قومه واعطني من سطات مالك. ومنه قوله تعالى - أمة وسطا - (لولا تسبحون) لولا تذكرون الله وتتوبون إليه من خبث نيتكم كان أوسطهم، قال لهم حين عزموا على ذلك: اذكروا الله وانتقامه من المجرمين وتوبوا عن هذه العزيمة الخبيثة من فوركم وسارعوا إلى حسم شرها قبل حلول النقمة فعصوه فعيرهم، والدليل عليه قولهم: سبحان ربنا إنا كنا ظالمين، فتكلموا بما كان يدعوهم إلى التكلم به على أثر مقارفة الخطيئة ولكن بعد خراب البصرة. وقيل المراد بالتسبيح الاستثناء لالتقائهما في معنى التعظيم لله، لأن الاستثناء تفويض إليه ولتسبيح تنزيه له، وكل واحد من التفويض والتنزيه تعظيم. وعن الحسن: هو الصلاة كأنهم كانوا يتوالون في الصلاة، وإلا لنهتهم عن الفحشاء والمنكر ولكانت لهم لطفا في أن يستثنوا ولا يحرموا (سبحان ربنا) سبحوا الله ونزهوه عن الظلم وعن كل قبيح، ثم اعترفوا بظلمهم في منع المعروف وترك الاستثناء (يتلاومون) بلوم بعضهم بعضا لأن منهم من زين ومنهم من قبل، ومنهم من أمر بالكف وعزر، ومنهم من عصى الآمر، ومنهم من سكت وهو راض (أن يبدلنا) قرئ بالتشديد والتخفيف (إنا إلى ربنا راغبون) طالبون منه الخير راجون لعفوه (كذلك العذاب) مثل ذلك العذاب الذي بلونا به أهل مكة وأصحاب الجنة عذاب الدنيا (ولعذاب الآخرة) أشد وأعظم منه. وسئل قتادة عن أصحاب الجنة أهم من أهل الجنة أم من أهل النار؟ فقال: لقد كلفتني تعبا. وعن مجاهد: تابوا فأبدلوا خيرا منهم. وروى عن ابن مسعود رضي الله عنه: بلغني أنهم أخلصوا وعرف الله منهم الصدق فأبدلهم بها جنة يقال لها الحيوان، فيها عنب يحمل البغل منه عنقودا (عند ربهم) أي في الآخرة (جنات النعيم) ليس فيها إلا التنعم الخالص لا يشوبه ما ينغصه كما يشوب جنان الدنيا، كان صناديد قريش يرون وفور حظهم من الدنيا وقلة حظوظ المسلمين منها، فإذا سمعوا