الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٣ - الصفحة ١٣٤
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
سورة النمل مكية. وهى ثلاث وتسعون آية بسم الله الرحمن الرحيم طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين.
____________________
بالمستثنين عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت والكعبان: كعب بن مالك وكعب بن زهير، والذين كانوا ينافحون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكافحون هجاة قريش. وعن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له " اهجهم فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل " وكان يقول لحسان " قل وروح القدس معك ".
ختم السورة بآية ناطقة بما لا شئ أهيب منه وأهول ولا أنكى لقلوب المتأملين ولا أصدع لأكباد المتدبرين وذلك قوله (وسيعلم) وما فيه من الوعيد البليغ وقوله (الذين ظلموا) وإطلاقه وقوله (أي منقلب ينقلبون) وإبهامه وقد تلاها أبو بكر لعمر رضي الله عنهما حين عهد إليه، وكان السلف الصالح يتواعظون بها ويتناذرون شدتها، وتفسير الظلم بالكفر تعليل، ولأن تخاف فتبلغ الأمن خير من أن تأمن فتبلغ الخوف. وقرأ ابن عباس أي منفلت ينفلتون، ومعناها: أن الذين ظلموا يطمعون أن ينفلتوا من عذاب الله، وسيعلمون أن ليس لهم وجه من وجوه الانفلات وهو النجاة. اللهم اجعلنا ممن جعل هذه الآية بين عينيه فلم يغفل عنها، وعلم أن من عمل سيئة فهو من الذين ظلموا، والله أعلم بالصواب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم، وبعدد من كذب بعيسى وصدق بمحمد عليهم الصلاة والسلام ".
سورة النمل مكية. وهى ثلاث وتسعون آية، وقيل أربع وتسعون (بسم الله الرحمن الرحيم) (طس) قرئ بالتفخيم والإمالة، و (تلك) إشارة إلى آيات السورة، والكتاب المبين إما اللوح وإبانته أنه
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»