إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم. وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء في تسع آيات إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين.
____________________
فإن قلت: فما معنى ابتداء خطاب الله موسى بذلك عند مجيئه؟ قلت: هي بشارة له بأنه قد قضى أمر عظيم تنتشر منه في أرض الشأم كلها البركة (وسبحان الله رب العالمين) تعجيب لموسى عليه السلام من ذلك وإيذان بأن ذلك الأمر مريده ومكونه رب العالمين تنبيها على أن الكائن من جلائل الأمور وعظائم الشؤون. الهاء في (إنه) يجوز أن يكون ضمير الشأن، والشأن (أنا الله) مبتدأ وخبر، و (العزيز الحكيم) صفتان للخبر، وأن يكون راجعا إلى ما دل عليه ما قبله: يعنى أن مكلمك أنا، والله بيان لأنا، والعزيز الحكيم صفتان للمبين. وهذا تمهيد لما أراد أن يظهره على يده من المعجزة. يريد أنا القوى القادر على ما يبعد من الأوهام كقلب العصا حية الفاعل كل ما أفعله بحكمة وتدبير. فإن قلت: علام عطف قوله (وألق عصاك)؟ قلت: على بورك لأن المعنى: نودي أن بورك من في النار وأن ألق عصاك كلاهما تفسير لنودي، والمعنى: قيل له بورك من في النار. وقيل له ألق عصاك، والدليل على ذلك قوله - وأن ألق عصاك - بعد قوله - أن يا موسى إنه أنا الله - على تكرير حرف التفسير كما تقول:
كتبت إليك أن حج وأن اعتمر وإن شئت أن حجر واعتمر. وقرأ الحسن جأن على لغة من يجد في الهرب من التقاء الساكنين فيقول شأبة ودأبة، ومنها قراءة عمرو بن عبيد ولا الضألين (ولم يعقب) لم يرجع، يقال عقب المقاتل إذا كر بعد الفرار، قال:
فما عقبوا إذا قيل هل من معقب * ولا نزلوا يوم الكريهة منزلا وإنما رعب لظنه أن ذلك لأمر أريد به ويدل عليه (إني لا يخاف لدى المرسلون) و (إلا) بمعنى لكن، لأنه لما أطلق نفى الخوف عن الرسل كان ذلك مظنة لطرو الشبهة فاستدرك ذلك، والمعنى: ولكن من ظلم منهم: أي فرطت منه صغيرة مما يجوز على الأنبياء كالذي فرط من آدم ويونس وداود وسليمان وإخوة يوسف ومن موسى بوكزة القبطي، ويوشك أن يقصد بهذا التعريض بما وجد من موسى وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها وسماه ظلما كما قال موسى - رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي - والحسن والسوء: حسن التوبة وقبح الذنب.
وقرئ ألا من ظلم بحرف التنبيه، وعن أبي عمرو في رواية عصمة حسنا (في تسع آيات) كلام مستأنف وحرف الجر فيه يتعلق بمحذوف، والمعنى اذهب في تسع آيات (إلى فرعون) ونحوه:
فقلت إلى الطعام فقال منهم * فريق يحسد الإنس الطعاما ويجوز أن يكون المعنى: وألق عصاك وأدخل يدك في تسع آيات: أي في جملة تسع آيات وعدادهن، ولقائل أن يقول: كانت الآيات إحدى عشرة، ثنتان منها اليد والعصا، والتسع الفلق والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة والجدب في بواديهم والنقصان في مزارعهم. المبصرة الظاهرة البينة، جعل الإبصار
كتبت إليك أن حج وأن اعتمر وإن شئت أن حجر واعتمر. وقرأ الحسن جأن على لغة من يجد في الهرب من التقاء الساكنين فيقول شأبة ودأبة، ومنها قراءة عمرو بن عبيد ولا الضألين (ولم يعقب) لم يرجع، يقال عقب المقاتل إذا كر بعد الفرار، قال:
فما عقبوا إذا قيل هل من معقب * ولا نزلوا يوم الكريهة منزلا وإنما رعب لظنه أن ذلك لأمر أريد به ويدل عليه (إني لا يخاف لدى المرسلون) و (إلا) بمعنى لكن، لأنه لما أطلق نفى الخوف عن الرسل كان ذلك مظنة لطرو الشبهة فاستدرك ذلك، والمعنى: ولكن من ظلم منهم: أي فرطت منه صغيرة مما يجوز على الأنبياء كالذي فرط من آدم ويونس وداود وسليمان وإخوة يوسف ومن موسى بوكزة القبطي، ويوشك أن يقصد بهذا التعريض بما وجد من موسى وهو من التعريضات التي يلطف مأخذها وسماه ظلما كما قال موسى - رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي - والحسن والسوء: حسن التوبة وقبح الذنب.
وقرئ ألا من ظلم بحرف التنبيه، وعن أبي عمرو في رواية عصمة حسنا (في تسع آيات) كلام مستأنف وحرف الجر فيه يتعلق بمحذوف، والمعنى اذهب في تسع آيات (إلى فرعون) ونحوه:
فقلت إلى الطعام فقال منهم * فريق يحسد الإنس الطعاما ويجوز أن يكون المعنى: وألق عصاك وأدخل يدك في تسع آيات: أي في جملة تسع آيات وعدادهن، ولقائل أن يقول: كانت الآيات إحدى عشرة، ثنتان منها اليد والعصا، والتسع الفلق والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمسة والجدب في بواديهم والنقصان في مزارعهم. المبصرة الظاهرة البينة، جعل الإبصار