____________________
فكذبوا بأن ذلك مما لا يتسهل للشياطين ولا يقدرون عليه لأنهم مرجومون بالشهب معزولون عن استماع كلام أهل السماء. وقرأ الحسن الشياطون؟ ووجهه أنه رأى آخره كآخر يبرين وفلسطين، فتخير بين أن يجرى الإعراب على النون وبين أن يجريه على ما قبله فيقول الشياطين والشياطون، كما تخيرت العرب بين أن يقولوا هذه يبرون ويبرين وفلسطون وفلسطين، وحقه أن تشتقه من الشيطوطة وهى الهلاك كما قيل له الباطل. وعن الفراء: غلط الشيخ في قراءته الشياطون ظن أنها النون التي على هجاءين، فقال النضر بن شميل: إن جاز أن يحتج بقول العجاج ورؤبة فهلا جاز أن يحتج بقول الحسن وصاحبه؟ يريد محمد بن السميفع مع أنا نعلم أنهما لم يقرا به إلا وقد سمعا فيه قد علم أن ذلك لا يكون، ولكنه أراد أن يحرك منه لازدياد الإخلاص والتقوى. وفيه لطف لسائر المكلفين كما قال - ولو تقول علينا بعض الأقاويل - فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك - فيه وجهان: أحدها أن يؤمر بإنذار الأقرب فالأقرب من قومه، ويبدأ في ذلك بمن هو أولى بالبداءة ثم بمن يليه وأن يقدم إنذارهم على إنذار غيرهم كما روى عنه عليه الصلاة والسلام أنه لما دخل مكة قال " كل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين وأول ما أضعه ربا العباس " والثاني أن يؤمر بأن لا يأخذه ما يأخذ القريب للقريب من العطف والرأفة ولا يجابيهم في الإنذار والتخويف.
وروى " أنه صعد الصفا لما نزلت فنادى الأقرب فالأقرب فخذا فخذا، وقال: يا بنى عبد المطلب يا بني هاشم يا بنى عبد مناف يا عباس عم النبي يا صفية عمة رسول الله إني لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم " وروى " أنه جمع بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل الجذعة ويشرب العس على رجل شاة وقعب من لبن، فأكلوا وشربوا حتى صدروا، ثم أنذرهم فقال: يا بنى عبد المطلب لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقي؟ قالوا نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " وروى " أنه قال: يا بنى عبد المطلب يا بني هاشم يا بنى عبد مناف افتدوا أنفسكم من النار فإني لا أغنى عنكم شيئا، ثم قال: يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة محمد اشترين أنفسكم من النار فإني لا أغنى عنكن شيئا " الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه، وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه، فجعل خفض جناحه عند الانحطاط مثلا في التواضع ولين الجانب، ومنه قول بعضهم:
وأنت الشهير بخفض الجناح * فلا تك في رفعه أجدلا ينهاه عن التكبر بعد التواضع. فإن قلت: المتبعون للرسول هم المؤمنون والمؤمنون هم المتبعون للرسول فما قوله (لمن اتبعك من المؤمنين)؟ قلت: فيه وجهان: أن يسميهم قبل الدخول في الإيمان مؤمنين لمشارفتهم ذلك، وأن يريد بالمؤمنين المصدقين بألسنتهم وهم صنفان: صنف صدق واتبع رسول الله فيما جاء به، وصنف ما وجد منه إلا التصدق فحسب، ثم إما أن يكونوا منافقين أو فاسقين، والمنافق والفاسق لا يخفض لهما الجناح، والمعنى من المؤمنين من عشيرتك وغيرهم: يعنى أنذر قومك فإن اتبعوك وأطاعوك فاخفض لهم جناحك، وإن عصوك ولم يتبعوك فتبرأ منهم ومن أعمالهم من الشرك بالله وغيره (وتوكل) على الله يكفك شر من يعصيك منهم ومن غيرهم،
وروى " أنه صعد الصفا لما نزلت فنادى الأقرب فالأقرب فخذا فخذا، وقال: يا بنى عبد المطلب يا بني هاشم يا بنى عبد مناف يا عباس عم النبي يا صفية عمة رسول الله إني لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم " وروى " أنه جمع بنى عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل الجذعة ويشرب العس على رجل شاة وقعب من لبن، فأكلوا وشربوا حتى صدروا، ثم أنذرهم فقال: يا بنى عبد المطلب لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقي؟ قالوا نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " وروى " أنه قال: يا بنى عبد المطلب يا بني هاشم يا بنى عبد مناف افتدوا أنفسكم من النار فإني لا أغنى عنكم شيئا، ثم قال: يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة محمد اشترين أنفسكم من النار فإني لا أغنى عنكن شيئا " الطائر إذا أراد أن ينحط للوقوع كسر جناحه وخفضه، وإذا أراد أن ينهض للطيران رفع جناحه، فجعل خفض جناحه عند الانحطاط مثلا في التواضع ولين الجانب، ومنه قول بعضهم:
وأنت الشهير بخفض الجناح * فلا تك في رفعه أجدلا ينهاه عن التكبر بعد التواضع. فإن قلت: المتبعون للرسول هم المؤمنون والمؤمنون هم المتبعون للرسول فما قوله (لمن اتبعك من المؤمنين)؟ قلت: فيه وجهان: أن يسميهم قبل الدخول في الإيمان مؤمنين لمشارفتهم ذلك، وأن يريد بالمؤمنين المصدقين بألسنتهم وهم صنفان: صنف صدق واتبع رسول الله فيما جاء به، وصنف ما وجد منه إلا التصدق فحسب، ثم إما أن يكونوا منافقين أو فاسقين، والمنافق والفاسق لا يخفض لهما الجناح، والمعنى من المؤمنين من عشيرتك وغيرهم: يعنى أنذر قومك فإن اتبعوك وأطاعوك فاخفض لهم جناحك، وإن عصوك ولم يتبعوك فتبرأ منهم ومن أعمالهم من الشرك بالله وغيره (وتوكل) على الله يكفك شر من يعصيك منهم ومن غيرهم،