اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم.
____________________
فعليه بكتاب الحيوان، خصوصا في زمن نبي سخرت له الطيور وعلم منطقها وجعل ذلك معجزة له. من قرأ بالتشديد أراد فصدهم عن السبيل لئلا يسجدوا فحذف الجار مع أن، ويجوز أن تكون لا مزيدة ويكون المعنى: فهم لا يهتدون إلى أن يسجدوا، ومن قرأ بالتخفيف فهو ألا يا اسجدوا، ألا للتنبيه ويا حرف نداء ومناداه محذوف كما حذفه من قال * ألا يا اسلمى يا دارمي على البلى * وفى حرف عبد الله هي قراءة الأعمش هلا وهلا بقلب الهمزتين هاء. وعن عبد الله هلا تسجدون بمعنى ألا تسجدون على الخطاب. وفى قراءة أبى ألا تسجدون لله الذي يخرج الخب ء من السماء والأرض ويعلم سركم وما تعلنون. وسمى المخبوء بالمصدر وهو النبات والمطر وغيرهما مما خبأه عز وعلاء من غيوبه. وقرئ الخب على تخفيف الهمزة بالحذف والخبا على تخفيفها بالقلب وهى قراءة ابن مسعود ومالك ابن دينار، ووجهها أن تخرج على لغة من يقول في الوقف هذا الخبو ورأيت الخبا ومررت بالخبى، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف لا على لغة من يقول الكماة والحماة لأنها ضعيفة مسترذلة. وقرئ يخفون ويعلنون بالياء والتاء وقيل من أحطت إلى العظيم هو كلام الهدهد، وقيل كلام رب العزة، وفى إخراج الخب ء أمارة على أنه من كلام الهدهد لهند ستة ومعرفته الماء تحت الأرض وذلك بإلهام من يخرج الخب ء في السماوات والأرض جلت قدرته ولطف علمه، ولا يكاد تخفى على ذي الفراسة النظار بنور الله مخائل كل مختص بصناعة أو فن من العلم في إروائه ومنطقه وشمائله، ولهذا ورد " ما عمل عبد عملا إلا ألقى الله عليه رداء عمله ". فإن قلت: أسجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعا أم في إحداهما؟ قلت: هي واجبة فيهما جميعا لأن مواضع السجدة إما أمر بها أو مدح لمن أتى بها أو ذم لمن تركها، وإحدى القراءتين أمر بالسجود والأخرى ذم للتارك. وقد اتفق أبو حنيفة والشافعي رحمهما الله على أن سجدات القرآن أربع عشرة، وإنما اختلفا في سجدة " ص " فهي عند أبي حنيفة سجدة تلاوة، وعند الشافعي سجدة شكر وفى سجدتي سورة الحج، وما ذكره الزجاج من وجوب السجدة مع التخفيف دون التشديد فغير مرجوع إليه. فإن قلت: هل يفرق الواقف بين القراءتين؟ قلت: نعم إذا خفف وقف على: فهم لا يهتدون ثم ابتدأ: ألا يا اسجدوا، وإن شاء وقف على ألا يا ثم ابتدأ اسجدوا، وإذا شدد لم يقف إلا على العرش العظيم.
فإن قلت: كيف سوى الهدهد بين عرش بلقيس وعرش الله في الوصف بالعظم؟ قلت: بين الوصفين بون عظيم لأن وصف عرشها بالعظم تعظيم له بالإضافة إلى عروش أبناء جنسها من المملوك، ووصف عرش الله بالعظم تعظيم له بالنسبة إلى سائر ما خلق من السماوات والأرض. وقرئ العظيم بالرفع (سننظر) من النظر الذي هو التأمل والتصفح. وأراد أصدقت أم كذبت إلا أن كنت من الكاذبين أبلغ، لأنه إذا كان معروفا بالانخراط في التأمل والتصفح. وأراد أصدقت أم كذبت إلا أن كنت من الكاذبين أبلغ، لأنه إذا كان معروفا بالانخراط في سلك الكاذبين كان كاذبا لا محالة، وإذا كان كاذبا اتهم بالكذب فيما أخبر به فلم يوثق به (تول عنهم) تنح عنهم
فإن قلت: كيف سوى الهدهد بين عرش بلقيس وعرش الله في الوصف بالعظم؟ قلت: بين الوصفين بون عظيم لأن وصف عرشها بالعظم تعظيم له بالإضافة إلى عروش أبناء جنسها من المملوك، ووصف عرش الله بالعظم تعظيم له بالنسبة إلى سائر ما خلق من السماوات والأرض. وقرئ العظيم بالرفع (سننظر) من النظر الذي هو التأمل والتصفح. وأراد أصدقت أم كذبت إلا أن كنت من الكاذبين أبلغ، لأنه إذا كان معروفا بالانخراط في التأمل والتصفح. وأراد أصدقت أم كذبت إلا أن كنت من الكاذبين أبلغ، لأنه إذا كان معروفا بالانخراط في سلك الكاذبين كان كاذبا لا محالة، وإذا كان كاذبا اتهم بالكذب فيما أخبر به فلم يوثق به (تول عنهم) تنح عنهم