الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٤٩٦
وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا. فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا. ويسألونك عن ذي القرنين أقل سأتلوا عليكم منه ذكرا. إنا مكنا له في الأرض وآتيناه
____________________
بمعنى فكرهنا كقوله - لأهب لك - وقرئ يبدلهما بالتشديد. والزكاة الطهارة والنقاء من الذنوب. والرحم الرحمة والعطف. وروى أنه ولدت لهما جارية تزوجها نبي فولدت نبيا هدى الله على يديه أمة من الأمم، وقيل ولدت سبعين نبيا، وقيل أبدلهما ابنا مؤمنا مثلهما. قيل اسما الغلامين أصرم وصريم، والغلام المقتول اسمه الحسين.
واختلف في الكنز، فقيل مال مدفون من ذهب وفضة، وقيل لوح من ذهب مكتوب فيه: عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب؟ وعجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن يؤمن بالحسب كيف يغفل؟ وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقيل صحف فيها علم والظاهر لإطلاقه أنه مال. وعن قتادة: أحل الكنز لمن قبلنا وحرم علينا، وحرمت الغنيمة عليهم وأحلت لنا، أراد قوله تعالى - والذين يكنزون الذهب والفضة - (وكان أبوهما صالحا) اعتداد بصلاح أبيهما وحفظ لحقه فيهما. وعن جعفر بن محمد الصادق: كان بين الغلامين وبين الأب الذي حفظا فيه سبعة آباء. وعن الحسين بن علي رضى الله تعالى عنهما أنه قال لبعض الخوارج في كلام جرى بينهما: بم حفظ الله الغلامين؟ قال: بصلاح أبيهما، قال: فأبى وجدى خير منه، فقال: أنبأنا الله أنكم قوم خصمون (رحمة) مفعول له أو مصدر منصوب بأراد ربك لأنه في معنى رحمهما (وما فعلته) وما فعلت ما رأيت (عن أمري) عن اجتهادي ورأيي وإنما فعلته بأمر الله. ذو القرنين هو الإسكندر الذي ملك الدنيا. قيل ملكها مؤمنان ذو القرنين وسليمان، وكافران نمروذ وبختنصر وكان بعد نمروذ. واختلف فيه، فقيل: كان عبدا صالحا ملكه الله الأرض وأعطاه العلم والحكمة وألبسه الهيبة وسخر له النور والظلمة، فإذا سرى يهديه النور من أمامه
(٤٩٦)
مفاتيح البحث: الزكاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 ... » »»