أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة
____________________
القرآن محفوظا بعد المنة العظيمة في تنزيله وتحفيظه، فعلى كل ذي علم أن لا يغفل عن هاتين المنتين والقيام بشكرهما، وهما منة الله عليه بحفظ العلم ورسوخه في صدره، ومنته عليه في بقاء المحفوظ. وعن ابن مسعود " أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة، وليصلين قوم ولا دين لهم وإن هذا القرآن تصبحون يوما وما فيكم منه شئ، فقال رجل: كيف ذلك وقد أثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم؟
فقال: يسرى عليه ليلا فيصبح الناس منه فقراء، ترفع المصاحف وينزع ما في القلوب " (لا يأتون) جواب قسم محذوف، ولولا اللام الموطئة لجاز أن يكون جوابا للشروط كقوله * يقول لا غائب مالي ولا حرم * لأن الشرط وقع ماضيا: أي لو تظاهروا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وحسن نظمه وتأليفه وفيهم العرب العاربة أرباب البيان لعجزوا عن الإتيان بمثله. والعجب من النوابت ومن زعمهم أن القرآن قديم مع اعترافهم بأنه معجز، وإنما يكون العجز حيث تكون القدرة، فيقال الله قادر على خلق الأجسام والعباد عاجزون عنه، وأما المحال الذي لا مجال فيه للقدرة ولا مدخل لها فيه كتأتي القديم فلا يقال للفاعل قد عجز عنه ولا هو معجز، ولو قيل ذلك لجاز وصف الله بالعجز لأنه لا يوصف بالقدرة على المحال إلا أن يكابروا فيقولوا هو قادر على المحال، فإن رأس مالهم المكابرة وقلب الحقائق (ولقد صرفنا) رددنا وكررنا (من كل مثل) من كل معنى هو كالمثل في غرابته وحسنه. الكفور الجحود. فإن قلت: كيف جاز (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) ولم يجز ضربت إلا زيدا؟ قلت: لأن أبى متأول بالنفي كأنه قيل فلم يرضوا إلا كفورا. لما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليها المعجزات الأخر والبينات ولزمتهم الحجة وغلبوا أخذوا يتعللون باقتراح الآيات فعل المبهوت المحجوج المتعثر في أذيال الحيرة فقالوا: لن نؤمن لك حتى، وحتى (تفجر) تفتح، وقرئ تفجر بالتخفيف (من الأرض) يعنون أرض مكة (ينبوعا) عينا غزيرة من شأنها أن تنبع بالماء لا تقطع، يفعول من نبع الماء كيعبوب من عب الماء (كما زعمت)
فقال: يسرى عليه ليلا فيصبح الناس منه فقراء، ترفع المصاحف وينزع ما في القلوب " (لا يأتون) جواب قسم محذوف، ولولا اللام الموطئة لجاز أن يكون جوابا للشروط كقوله * يقول لا غائب مالي ولا حرم * لأن الشرط وقع ماضيا: أي لو تظاهروا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وحسن نظمه وتأليفه وفيهم العرب العاربة أرباب البيان لعجزوا عن الإتيان بمثله. والعجب من النوابت ومن زعمهم أن القرآن قديم مع اعترافهم بأنه معجز، وإنما يكون العجز حيث تكون القدرة، فيقال الله قادر على خلق الأجسام والعباد عاجزون عنه، وأما المحال الذي لا مجال فيه للقدرة ولا مدخل لها فيه كتأتي القديم فلا يقال للفاعل قد عجز عنه ولا هو معجز، ولو قيل ذلك لجاز وصف الله بالعجز لأنه لا يوصف بالقدرة على المحال إلا أن يكابروا فيقولوا هو قادر على المحال، فإن رأس مالهم المكابرة وقلب الحقائق (ولقد صرفنا) رددنا وكررنا (من كل مثل) من كل معنى هو كالمثل في غرابته وحسنه. الكفور الجحود. فإن قلت: كيف جاز (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) ولم يجز ضربت إلا زيدا؟ قلت: لأن أبى متأول بالنفي كأنه قيل فلم يرضوا إلا كفورا. لما تبين إعجاز القرآن وانضمت إليها المعجزات الأخر والبينات ولزمتهم الحجة وغلبوا أخذوا يتعللون باقتراح الآيات فعل المبهوت المحجوج المتعثر في أذيال الحيرة فقالوا: لن نؤمن لك حتى، وحتى (تفجر) تفتح، وقرئ تفجر بالتخفيف (من الأرض) يعنون أرض مكة (ينبوعا) عينا غزيرة من شأنها أن تنبع بالماء لا تقطع، يفعول من نبع الماء كيعبوب من عب الماء (كما زعمت)