الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٤٧
وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم، إن ربك هو أعلم بالمعتدين. وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون. ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم
____________________
لكم في حال الضرورة (وإن كثيرا ليضلون) قرئ بفتح الياء وضمها: أي يضلون فيحرمون ويحللون (بأهوائهم) وشهواتهم من غير تعلق بشريعة (ظاهر الإثم وباطنه) ما أعلنتم منه وما أسررتم، وقيل ما علمتم وما نويتم، وقيل ظاهره الزنى في الحوانيت وباطنه الصديقة في السر (وإنه لفسق) الضمير راجع إلى مصدر الفعل الذي دخل عليه حرف النهي: يعني وإن الأكل منه لفسق، أو إلى الموصول على وإن أكله لفسق، أو جعل ما لم يذكر اسم الله عليه في نفسه فسقا. فإن قلت: قد ذهب جماعة من المجتهدين إلى جواز أكل ما لم يذكر اسم الله عليه بنسيان أو عمد. قلت: قد تأوله هؤلاء بالميتة وبما ذكر غير اسم الله عليه كقوله - أو فسقا أهل لغير الله به - (ليوحون) يوسوسون (إلى أوليائهم) من المشركين (ليجادلوكم) بقولهم ولا تأكلون مما قتله الله، وبهذا يرجح تأويل من
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»