____________________
أي قل يا محمد أفغير الله أطلب حاكما يحكم بيني وبينكم ويفصل المحق من المبطل (وهو الذي أنزل إليكم الكتاب) المعجز (مفصلا) مبينا فيه الفصل بين الحق والباطل والشهادة لي بالصدق وعليكم بالافتراء. ثم عضد الدلالة على أن القرآن حق بعلم أهل الكتاب أنه حق لتصديقه ما عندهم وموافقته له (فلا تكونن من الممترين) من باب التهييج والإلهاب كقوله تعالى - ولا تكونن من المشركين - أو فلا تكونن من الممترين في أن أهل الكتاب يعلمون أنه منزل بالحق، ولا يريبك جحود أكثرهم وكفرهم به، ويجوز أن يكون فلا تكونن خطابا لكل أحد على معنى أنه إذا تعاضدت الأدلة على صحته وصدقه فما ينبغي أن يمتري فيه أحد. وقيل الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خطاب لأمته (وتمت كلمات ربك) أي تم كل ما أخبر به وأمر ونهى ووعد وأوعد (صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) لا أحد يبدل شيئا من ذلك بما هو أصدق وأعدل، وصدقا وعدلا نصب على الحال، وقرئ كلمة ربك: أي ما تكلم به، وقيل هي القرآن (وإن تطع أكثر من في الأرض) من الناس أضلوك لأن الأكثر في غالب الامر يتبعون هواهم، ثم قال (إن يتبعون إلا الظن) وهو ظنهم أن آباءهم كانوا على الحق فهم يقلدونهم (وإن هم إلا يخرصون) يقدرون أنهم على شئ، أو يكذبون في أن الله حرم كذا أو أحل كذا. وقرئ من يضل بضم الياء: أي يضله الله (فكلوا) مسبب عن إنكار اتباع المضلين الذين يحلون الحرام ويحرمون الحلال، وذلك أنهم كانوا يقولون للمسلمين إنكم تزعمون أنكم تعبدون الله، فما قتل الله أحق أن تأكلوا مما قتلتم أنتم، فقيل للمسلمين إن كنتم متحققين بالإيمان فكلوا (مما ذكر اسم الله عليه) خاصة دون ما ذكر عليه اسم غيره من آلهتهم أو مات حتف أنفه وما ذكر اسم الله عليه هو المذكى ببسم الله (وما لكم ألا تأكلوا) وأي غرض لكم في أن لا تأكلوا (وقد فصل لكم) وقد بين لكم (ما حرم عليكم) مما لم يحرم وهو قوله - حرمت عليكم الميتة - وقرئ فصل لكم ما حرم عليكم على تسمية الفاعل وهو الله عز وجل (إلا ما اضطررتم إليه) مما حرم عليكم فإنه حلال