____________________
تأوله بالميتة (إنكم لمشركون) لأن من اتبع غير الله تعالى في دينه فقد أشرك به، ومن حق ذي البصيرة في دينه أن لا يأكل مما لم يذكر اسم الله عليه كيفما كان لما يرى في الآية من التشديد العظيم، وإن كان أبو حنيفة رحمه الله مرخصا في النسيان دون العمد، ومالك والشافعي رحمهما الله فيهما. مثل الذي هداه الله بعد الضلالة ومنحه التوفيق لليقين الذي يميز به بين المحق والمبطل والمهتدي والضال، بمن كان ميتا فأحياه الله وجعل له نورا يمشي به في الناس مستضيئا به فيميز بعضهم من بعض ويفصل بين حلاهم ومن بقي على الضلالة بالخابط في الظلمات لا ينفك منها ولا يتخلص. ومعنى قوله (كن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) كمن صفته هذه وهي قوله في الظلمات ليس بخارج منها بمعنى هو في الظلمات ليس بخارج منها كقوله تعالى - مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار - أي صفتها هذه وهي قوله - فيها أنهار - (زين للكافرين) أي زينه الشيطان أو الله عز وعلا على قوله - زينا لهم أعمالهم - ويدل عليه قوله (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها) يعني وكما جعلنا في مكة صناديدها ليمكروا فيها، كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها لذلك. ومعناه: خليناهم ليمكروا وما كففناهم عن المكر، وخص الأكابر لأنهم هم الحاملون على الضلال والماكرون بالناس كقوله - أمرنا مترفيها - وقرئ أكبر مجرميها على قولك هم أكبر قومهم وأكابر قومهم (وما يمكرون إلا بأنفسهم) لأن مكرهم يحيق بهم، وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديم موعد بالنصرة عليهم. روى أن الوليد بن المغيرة قال: لو كانت النبوة حقا كنت أولى بها منك لأني أكبر منك سنا وأكثر منك مالا. وروى أن أبا جهل قال: زاحمنا بني عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يوحى إليه، والله لا نرضى به ولا نتبعه أبدا إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه فنزلت:
ونحوها قوله تعالى - بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة - (الله أعلم) كلام مستأنف للإنكار عليهم
ونحوها قوله تعالى - بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة - (الله أعلم) كلام مستأنف للإنكار عليهم