____________________
تملكون تملكون فأضمر تلك إضمارا على شريطة التفسير، وأبدل من الضمير المتصل الذي هو الواو ضمير منفصل وهو أنتم لسقوط ما يتصل به من اللفظ، فأنتم فاعل الفعل المضمر وتملكون تفسيره، وهذا هو الوجه الذي يقتضيه علم الإعراب، فأما ما يقتضيه علم البيان فهو أن أنتم تملكون فيه دلالة على الاختصاص وأن الناس هم المختصون بالشح المتبالغ، ونحوه قول حاتم: لو ذات سوار لطمتني. وقول المتلمس * ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي * وذلك لأن الفعل الأول لما سقط لأجل المفسر برز الكلام في صورة المبتدأ والخبر. ورحمة الله: رزقه وسائر نعمه على خلقه، ولقد بلغ هذا الوصف بالشح الغاية التي لا يبلغها الوهم. وقيل هو لأهل مكة الذين اقترحوا ما اقترحوا من الينبوع والأنهار وغيرها. وأنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق ليخلوا بها (قتورا) ضيقا بخيلا. فإن قلت: هل يقدر لأمسكتم مفعول؟ قلت: لا، لأن معناه لبخلتم من قولك للبخيل ممسك. عن ابن عباس رضي الله عنهما:
هي العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والطور الذي نتقه على بني إسرائيل. وعن الحسن: الطوفان والسنون ونقص الثمرات مكان الحجر والبحر والطور. وعن عمر بن عبد العزيز أنه سأل محمد ابن كعب، فذكر اللسان والطمس، فقال له عمر: كيف يكون الفقيه إلا هكذا، أخرج يا غلام ذلك الجراب.
فأخرجه فنفضه فإذا بيض مكسور بنصفين وجوز مكسور وفوم وحمص وعدس كلها حجارة. وعن صفوان ابن عسال " أن بعض اليهود سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: أوحى الله إلى موسى أن قل لبني إسرائيل : لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا، ولا تمشوا ببرئ إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف، وأنتم يا يهود خاصة لا تعدوا في السبت " (فاسئل بني إسرائيل) فقلنا له: سل بني إسرائيل: أي سلهم عن فرعون وقل له:
أرسل معي بني إسرائيل، أو سلهم عن إيمانهم وعن حال دينهم، أو سلهم أن يعاضدوك وتكون قلوبهم وأيديهم معك، وتدل عليه قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فسال بني إسرائيل، على لفظ الماضي بغير همز وهى لغة قريش. وقيل فسل يا رسول الله المؤمنين من بني إسرائيل وهم عبد الله بن سلام وأصحابه عن الآيات ليزدادوا يقينا وطمأنينة قلب، لأن الأدلة إذا تظاهرت كان ذلك أقوى وأثبت كقول إبراهيم: ولكن ليطمئن قلبي. فإن قلت: بم تعلق (إذ جاءهم)؟ قلت: أما على الوجه الأول فبالقول المحذوف: أي فقلنا له سلهم حين جاءهم، أو بسال في القراءة الثانية، وأما على الأخير فبآتينا أو بإضمار أذكر أو يخبروك، ومعنى إذ جاءهم: إذ جاء آباءهم (مسحورا) سحرت فخولط عقلك (لقد علمت) يا فرعون (ما أنزال هؤلاء) الآيات إلا الله عز وجل (بصائر) بينات مكشوفات ولكنك معاند مكابر ونحوه - وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا - وقرئ علمت بالضم على معنى إني لست بمسحور كما وصفتني بل أنا عالم بصحة الأمر، وأن هذه الآيات منزلها رب
هي العصا واليد والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والطور الذي نتقه على بني إسرائيل. وعن الحسن: الطوفان والسنون ونقص الثمرات مكان الحجر والبحر والطور. وعن عمر بن عبد العزيز أنه سأل محمد ابن كعب، فذكر اللسان والطمس، فقال له عمر: كيف يكون الفقيه إلا هكذا، أخرج يا غلام ذلك الجراب.
فأخرجه فنفضه فإذا بيض مكسور بنصفين وجوز مكسور وفوم وحمص وعدس كلها حجارة. وعن صفوان ابن عسال " أن بعض اليهود سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: أوحى الله إلى موسى أن قل لبني إسرائيل : لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا، ولا تمشوا ببرئ إلى ذي سلطان ليقتله، ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف، وأنتم يا يهود خاصة لا تعدوا في السبت " (فاسئل بني إسرائيل) فقلنا له: سل بني إسرائيل: أي سلهم عن فرعون وقل له:
أرسل معي بني إسرائيل، أو سلهم عن إيمانهم وعن حال دينهم، أو سلهم أن يعاضدوك وتكون قلوبهم وأيديهم معك، وتدل عليه قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: فسال بني إسرائيل، على لفظ الماضي بغير همز وهى لغة قريش. وقيل فسل يا رسول الله المؤمنين من بني إسرائيل وهم عبد الله بن سلام وأصحابه عن الآيات ليزدادوا يقينا وطمأنينة قلب، لأن الأدلة إذا تظاهرت كان ذلك أقوى وأثبت كقول إبراهيم: ولكن ليطمئن قلبي. فإن قلت: بم تعلق (إذ جاءهم)؟ قلت: أما على الوجه الأول فبالقول المحذوف: أي فقلنا له سلهم حين جاءهم، أو بسال في القراءة الثانية، وأما على الأخير فبآتينا أو بإضمار أذكر أو يخبروك، ومعنى إذ جاءهم: إذ جاء آباءهم (مسحورا) سحرت فخولط عقلك (لقد علمت) يا فرعون (ما أنزال هؤلاء) الآيات إلا الله عز وجل (بصائر) بينات مكشوفات ولكنك معاند مكابر ونحوه - وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا - وقرئ علمت بالضم على معنى إني لست بمسحور كما وصفتني بل أنا عالم بصحة الأمر، وأن هذه الآيات منزلها رب