____________________
الغني عن العالمين والنزاهة عن صفات المخلوقين وهو الجواد الكريم (بظلمهم) بكفرهم ومعاصيهم (ما ترك عليها) أي على الأرض (من دابة) قط ولأهلكها كلها بشؤم ظلم الظالمين. وعن أبي هريرة أنه سمع رجلا يقول: إن الظالم لا يضر إلا نفسه، فقال بلى والله، حتى إن الحبارى لتموت في وكرها بظلم الظالم. وعن ابن مسعود: كاد الجعل يهلك في جحره بذنب ابن آدم، أو من دابة ظالمة. وعن ابن عباس: من دابة من مشرك يدب عليها. وقيل لو أهلك الآباء بكفرهم لم تكن الأبناء (ويجعلون لله ما يكرهون) لأنفسهم من البنات ومن شركاء في رياستهم ومن الاستخفاف برسلهم والتهاون برسالاتهم ويجعلون له أراذل أموالهم ولأصنامهم أكرمها (وتصف ألسنتهم) مع ذلك (أن لهم الحسنى) عند الله كقوله - ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى - وعن بعضهم أنه قال لرجل من ذوي اليسار: كيف تكون يوم القيامة إذا قال الله تعالى: هاتوا ما دفع إلى السلاطين وأعوانهم؟ فيؤتى بالدواب والثياب وأنواع الأموال الفاخرة، وإذا قال هاتوا ما دفع إلي فيؤتى بالكسر والخرق وما لا يؤبه له، أما تستحيي من ذلك الموقف وقرأ هذه الآية. وعن مجاهد - أن لهم الحسنى - هو قول قريش لنا البنون وأن لهم الحسنى بدل من الكذب. وقرئ الكذب جمع كذوب صفة للألسنة (مفرطون) قرئ مفتوح الراء مكسورها مخففا ومشددا، فالمفتوح بمعنى مقدمون إلى النار معجلون إليها من أفرطت فلانا فرطته في طلب الماء إذا قدمته، وقيل منسيون متروكون من أفرطت فلانا خلفي إذا خلفته ونسيته، والمكسور المخفف من الإفراط في المعاصي، والمشدد من التفريط في الطاعات وما يلزمهم (فهو وليهم اليوم) حكاية الحال الماضية التي كان يزين لهم الشيطان أعمالهم فيها، أو فهو وليهم في الدنيا، فجعل اليوم عبارة عن زمان الدنيا، ومعنى وليهم: قرينهم وبئس القرين، أو يجعل فهو وليهم اليوم حكاية للحال الآتية وهي حال كونهم معذبين في النار: أي فهو ناصرهم اليوم لا ناصر لهم غيره، نفيا