____________________
المتوارث الذي كان في تعويذ يوسف وكان من الجنة، أمره جبريل عليه السلام أن يرسله إليه، فإن فيه ريح الجنة لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلا عوفي (يأت بصيرا) يصر بصيرا كقولك جاء البناء محكما بمعنى صار، ويشهد له:
فارتد بصيرا، أو يأت إلى وهو بصير، وينصره قوله (واتوني بأهلكم أجمعين) أي يأتني أبى ويأتني آله جميعا وقيل يهوذا هو الحامل قال: أنا أحزنته بحمل القميص ملطوخا بالدم إليه فأفرحه كما أحزنته. وقيل حمله وهو حاف حاسر من مصر إلى كنعان وبينهما مسيرة ثمانين فرسخا (فصلت العير) خرجت عن عريش مصر، يقال فصل من البلد فصولا: إذا انفصل منه وجاوز حيطانه، وقرأ ابن عباس فلما انفصل العير (قال) لولد ولده ومن حوله من قومه (إني لأجد ريح يوسف) أوجد الله ريح القميص حين أقبل من مسيرة ثمان. والتفنيد النسبة إلى الفند وهو الخرف وإنكار العقل من هرم، يقال شيخ مفند ولا يقال عجوز مفندة لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأى فتفند في كبرها، والمعنى: لولا تفنيدكم إياي لصدقتموني (لفى ضلالك القديم) لفى ذهابك عن الصواب قدما في إفراط محبتك ليوسف ولهجك بذكره ورجائك للقائه، وكان عندهم إنه قد مات (ألقاه) طرح البشير القميص على وجه يعقوب أو ألقاه يعقوب (فارتد بصيرا) فرجع بصيرا، يقال رده فارتد وارتده: إذا ارتجعه (ألم أقل لكم) يعنى قوله - إني لأجد ريح يوسف - أو قوله - ولا تيأسوا من روح الله - وقوله (إني أعلم) كلام مبتدأ لم يقع عليه القول، ولك أن توقعه عليه وتريد قوله - إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون -.
وروى أنه سأل البشير كيف يوسف؟ فقال: هو ملك مصر، فقال: ما أصنع بالملك على أي دين تركته؟ قال:
على دين الإسلام، قال: الآن تمت النعمة (سوف أستغفر لكم ربى) قيل أخر الاستغفار إلى وقت السحر، وقيل إلى ليلة الجمعة ليتعمد به وقت الإجابة، وقيل ليتعرف حالهم في صدق التوبة وإخلاصها، وقيل أراد الدوام على الاستغفار لهم، فقد روى أنه كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة. وقيل قام إلى الصلاة في وقت السحر، فلما فرغ رفع يديه وقال: اللهم اغفر لي جزعي على يوسف وقلة صبري عنه واغفر لولدي ما أتوا إلى أخيهم، فأوحى إليه الله قد غفر لك ولهم أجمعين. وروى أنهم قالوا له وقد علتهم الكآبة: ما يغنى عنا عفوكما إن لم يعف عنا ربنا، فإن لم يوح إليك بالعفو فلا قرت لنا عين أبدا، فاستقبل الشيخ القبلة قائما يدعو وقام يوسف خلفه يؤمن، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين عشرين سنة، حتى بلغ جهدهم وظنوا أنها الهلكة نزل جبريل عليه السلام فقال: إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة، وقد اختلف في استنبائهم
فارتد بصيرا، أو يأت إلى وهو بصير، وينصره قوله (واتوني بأهلكم أجمعين) أي يأتني أبى ويأتني آله جميعا وقيل يهوذا هو الحامل قال: أنا أحزنته بحمل القميص ملطوخا بالدم إليه فأفرحه كما أحزنته. وقيل حمله وهو حاف حاسر من مصر إلى كنعان وبينهما مسيرة ثمانين فرسخا (فصلت العير) خرجت عن عريش مصر، يقال فصل من البلد فصولا: إذا انفصل منه وجاوز حيطانه، وقرأ ابن عباس فلما انفصل العير (قال) لولد ولده ومن حوله من قومه (إني لأجد ريح يوسف) أوجد الله ريح القميص حين أقبل من مسيرة ثمان. والتفنيد النسبة إلى الفند وهو الخرف وإنكار العقل من هرم، يقال شيخ مفند ولا يقال عجوز مفندة لأنها لم تكن في شبيبتها ذات رأى فتفند في كبرها، والمعنى: لولا تفنيدكم إياي لصدقتموني (لفى ضلالك القديم) لفى ذهابك عن الصواب قدما في إفراط محبتك ليوسف ولهجك بذكره ورجائك للقائه، وكان عندهم إنه قد مات (ألقاه) طرح البشير القميص على وجه يعقوب أو ألقاه يعقوب (فارتد بصيرا) فرجع بصيرا، يقال رده فارتد وارتده: إذا ارتجعه (ألم أقل لكم) يعنى قوله - إني لأجد ريح يوسف - أو قوله - ولا تيأسوا من روح الله - وقوله (إني أعلم) كلام مبتدأ لم يقع عليه القول، ولك أن توقعه عليه وتريد قوله - إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون -.
وروى أنه سأل البشير كيف يوسف؟ فقال: هو ملك مصر، فقال: ما أصنع بالملك على أي دين تركته؟ قال:
على دين الإسلام، قال: الآن تمت النعمة (سوف أستغفر لكم ربى) قيل أخر الاستغفار إلى وقت السحر، وقيل إلى ليلة الجمعة ليتعمد به وقت الإجابة، وقيل ليتعرف حالهم في صدق التوبة وإخلاصها، وقيل أراد الدوام على الاستغفار لهم، فقد روى أنه كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة. وقيل قام إلى الصلاة في وقت السحر، فلما فرغ رفع يديه وقال: اللهم اغفر لي جزعي على يوسف وقلة صبري عنه واغفر لولدي ما أتوا إلى أخيهم، فأوحى إليه الله قد غفر لك ولهم أجمعين. وروى أنهم قالوا له وقد علتهم الكآبة: ما يغنى عنا عفوكما إن لم يعف عنا ربنا، فإن لم يوح إليك بالعفو فلا قرت لنا عين أبدا، فاستقبل الشيخ القبلة قائما يدعو وقام يوسف خلفه يؤمن، وقاموا خلفهما أذلة خاشعين عشرين سنة، حتى بلغ جهدهم وظنوا أنها الهلكة نزل جبريل عليه السلام فقال: إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة، وقد اختلف في استنبائهم