الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٣٤٨
ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل. كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون.
سورة الرعد مختلف فيها، وهى خمس وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم الر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون.
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس
____________________
من قرأ في قصصهم بكسر القاف، وقيل هو راجع إلى يوسف وإخوته. فإن قلت: فالأم يرجع الضمير في (ما كان حديثا يفترى) فيمن قرأ بالكسر؟ قلت: إلى القرآن: أي ما كان القرآن حديثا يفترى (ولكن) كان (تصديق الذي بين يديه) أي قبله من الكتب السماوية (وتفصيل كل شئ) يحتاج إليه في الدين، لأنه القانون الذي يستند إليه السنة والإجماع والقياس بعد أدلة العقل، وانتصاب ما نصب بعد لكن للعطف على خبر كان. وقرئ ذلك بالرفع على ولكن هو تصديق الذي بين يديه. عن رسول الله صلى عليه وسلم (علموا أرقاءكم سورة يوسف، فإنه أيما مسلم تلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت، وأعطاه القوة أن لا يحسد مسلما).
سورة الرعد مختلف فيها، وهى خمس وأربعون آية (بسم الله الرحمن الرحيم) (تلك) إشارة إلى آيات السورة، والمراد بالكتاب السورة: أي تلك الآيات آيات السورة الكاملة العجيبة في بابها ثم قال (والذي أنزل إليك) من القرآن كله هو (الحق) الذي لا مزيد عليه لا هذه السورة وحدها، وفى أسلوب هذا الكلام قول الأنمارية: هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها، تريد الكلمة (الله) مبتدأ و (الذي) خبره بدليل قوله - وهو الذي مد الأرض - ويجوز أن يكون صفة، وقوله - يدبر الأمر يفصل الآيات - خبر بعد خبر وينصره ما تقدمه من ذكر الآيات (رفع السماوات بغير عمد ترونها) كلام مستأنف استشهاد برؤيتهم لها
(٣٤٨)
مفاتيح البحث: سورة الرعد (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»