قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين. قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزى
____________________
فإني أدس صاعي في رحلك ثم أنادى عليك بأنك قد سرقته ليتهيأ لي ردك بعد تسريحك معهم، قال افعل (السقاية) مشربة يسقى بها وهى الصواع. وقيل كان يسقى بها الملك ثم جعلت صاعا يكال به، وقيل كانت الدواب تسقى بها ويكال بها، وقيل كانت إناء مستطيلا يشبه المكوك، وقيل هي المكوك الفارسي الذي يلتقى طرفاه تشرب به الأعاجم، وقيل كانت من فضة مموهة بالذهب، وقيل كانت من ذهب، وقيل كانت مرصعة بالجواهر (ثم أذن مؤذن) ثم نادى مناد، يقال آذنه: أعلمه، وأذن: أكثر الإعلام، ومنه المؤذن لكثرة ذلك منه. روى أنهم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتى انطلقوا، ثم أمر بهم فأدركوا وحبسوا ثم قيل لهم ذلك. والعير: الإبل التي عليها الأحمال لأنها تعير: أي تذهب وتجئ، وقيل هي قافلة الحمير، ثم كثر حتى قيل لكل قافلة عير كأنها جمع عير، وأصلها فعل كسقف وسقف فعل به ما فعل ببيض وعيد، والمراد أصحاب العير كقوله (يا خيل الله اركبي) وقرأ ابن مسعود وجعل السقاية على حذف جواب لما، كأنه قيل: فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية في رحل أخيه أمهلهم حتى انطلقوا ثم أذن مؤذن. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي تفقدون، من أفقدته إذا وجدته فقيدا.
وقرئ صواع وصاع وصوع بفتح الصاد وضمها والعين معجمة وغير معجمة (وأنا به زعيم) يقوله المؤذن يريد: وأنا بحمل البعير كفيل أؤديه إلى من جاء به، وأراد وسق بعير من طعام جعلا لمن حصله (تالله) قسم فيه معنى التعجب مما أضيف إليهم، وإنما قالوا لقد علمتم فاستشهدوا بعلمهم لما ثبت عندهم من دلائل دينهم وأمانتهم في كرتي مجيئهم ومداخلتهم للملك، ولأنهم دخلوا وأفواه رواحلهم مكعومة لئلا تتناول زرعا أو طعاما لأحد من أهل السوق، ولأنهم ردوا بضاعتهم التي وجدوها في رحالهم (وما كنا سارقين) وما كنا قط نوصف بالسرقة وهى منافية لحالنا (فما جزاؤه) الضمير للصواع: أي فما جزاء سرقته (إن كنتم كاذبين) في جحودكم وادعائكم البراءة منه (قالوا جزاؤه من وجد في رحله) أي جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله، وكان حكم السارق في آل يعقوب أن يسترق سنة، فلذلك استفتوا في جزائه، وقولهم (فهو جزاؤه) تقرير للحكم، فأخذ السارق نفسه هو جزاؤه لاغير كقولك: حق زيد أن يكسى ويطعم وينعم عليه فذلك حقه: أي فهو حقه لتقرر ما ذكرته من استحقاته وتلزمه، ويجوز أن يكون جزاؤه مبتدأ والجملة الشرطية، كما هي خبره على إقامة الظاهر فيها مقام المضمر، والأصل جزاؤه من وجد في رحله فهو هو، فوضع الجزاء موضع هو كما تقول لصاحبك: من أخو زيد؟ فيقول لك أخوه من يقعد إلى جنبه، فهو هو يرجع الضمير الأول إلى من، والثاني إلا الأخ، ثم تقول: فهو أخوه، مقيما للمظهر مقام المضمر. ويحتمل أن يكون جزاؤه خبر مبتدأ محذوف:
أي المسؤول عنه جزاؤه، ثم أفتوا بقولهم - من وجد في رحله فهو جزاؤه - كما يقول من يستفتى في جزاء صيد
وقرئ صواع وصاع وصوع بفتح الصاد وضمها والعين معجمة وغير معجمة (وأنا به زعيم) يقوله المؤذن يريد: وأنا بحمل البعير كفيل أؤديه إلى من جاء به، وأراد وسق بعير من طعام جعلا لمن حصله (تالله) قسم فيه معنى التعجب مما أضيف إليهم، وإنما قالوا لقد علمتم فاستشهدوا بعلمهم لما ثبت عندهم من دلائل دينهم وأمانتهم في كرتي مجيئهم ومداخلتهم للملك، ولأنهم دخلوا وأفواه رواحلهم مكعومة لئلا تتناول زرعا أو طعاما لأحد من أهل السوق، ولأنهم ردوا بضاعتهم التي وجدوها في رحالهم (وما كنا سارقين) وما كنا قط نوصف بالسرقة وهى منافية لحالنا (فما جزاؤه) الضمير للصواع: أي فما جزاء سرقته (إن كنتم كاذبين) في جحودكم وادعائكم البراءة منه (قالوا جزاؤه من وجد في رحله) أي جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله، وكان حكم السارق في آل يعقوب أن يسترق سنة، فلذلك استفتوا في جزائه، وقولهم (فهو جزاؤه) تقرير للحكم، فأخذ السارق نفسه هو جزاؤه لاغير كقولك: حق زيد أن يكسى ويطعم وينعم عليه فذلك حقه: أي فهو حقه لتقرر ما ذكرته من استحقاته وتلزمه، ويجوز أن يكون جزاؤه مبتدأ والجملة الشرطية، كما هي خبره على إقامة الظاهر فيها مقام المضمر، والأصل جزاؤه من وجد في رحله فهو هو، فوضع الجزاء موضع هو كما تقول لصاحبك: من أخو زيد؟ فيقول لك أخوه من يقعد إلى جنبه، فهو هو يرجع الضمير الأول إلى من، والثاني إلا الأخ، ثم تقول: فهو أخوه، مقيما للمظهر مقام المضمر. ويحتمل أن يكون جزاؤه خبر مبتدأ محذوف:
أي المسؤول عنه جزاؤه، ثم أفتوا بقولهم - من وجد في رحله فهو جزاؤه - كما يقول من يستفتى في جزاء صيد