____________________
الأمر - أو أدوا إلى ما هو أحق عليكم عندكم من هلاكي كما يقضى الرجل غريمه (ولا تنظرون) ولا تمهلوا، وقرئ ثم أفضوا إلى بالفاء بمعنى انتهوا إلى بشركم. وقيل هو من أفضى الرجل إذا خرج إلى الفضاء: أي أصحروا به إلى وأبرزوه لي (فإن توليتم) فإن أعرضتم عن تذكيري ونصيحتي (فما سألتكم من أجر) فما كان عندي ما ينفركم عنى وتتهموني لأجله من طمع في أموالكم وطلب أجر على عظتكم (إن أجرى إلا على الله) وهو الثواب الذي يثيبني به في الآخرة: أي ما نصحتكم إلا لوجه الله لا لغرض من أغراض الدنيا (وأمرت أن أكون من المسلمين) الذين لا يأخذون على تعليم الدين شيئا ولا يطلبون به دنيا، يريد أن ذلك مقتضى الإسلام والذي كل مسلم مأمور به. والمراد أن يجعل الحجة لازمة لهم ويبرئ ساحتهم. فذكر أن توليهم لم يكن عن تفريط منه في سوق الأمر معهم على الطريق الذي يجب أن يساق عليه، وإنما ذلك لعنادهم وتمردهم لاغير (فكذبوه) فتموا على تكذيبه وكان تكذيبهم له في آخر المدة المتطاولة كتكذيبهم في أولها وذلك عند مشارفة الهلاك بالطوفان (وجعلناهم خلائف) يخلفون الهالكين بالغرق (كيف كان عاقبة المنذرين) تعظيم لما جرى عليهم وتحذير لمن أنذرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مثله وتسلية له (من بعده) من بعد نوح (رسلا إلى قومهم) يعنى هودا وصالحا وإبراهيم ولوطا وشعيبا (فجاءوهم بالبينات) بالحجج الواضحة المثبتة لدعواهم (فما كانوا ليؤمنوا) فما كان إيمانهم إلا ممتنعا كالمحال لشدة شكيمتهم في الكفر وتصميمهم عليه (بما كذبوا به من قبل) يريد أنهم كانوا قبل بعثة الرسل أهل جاهلية مكذبين بالحق، فما وقع فصل بين حالتيهم بعد بعثة الرسل وقبلها كان لم يبعث إليهم أحد (كذلك نطبع) مثل ذلك الطبع المحكم نطبع (على قلوب المعتدين) والطبع جار مجرى الكناية عن عنادهم ولجاجهم لأن الخذلان يتبعه، ألا ترى كيف أسند إليهم الاعتداء ووصفهم به (من بعدهم) من بعد الرسل (بآياتنا) بالآيات التسع (فاستكبروا) عن قبولها وهو أعظم الكبر أن يتهاون العبيد برسالة ربهم بعد تبينها ويتعظموا عن تقبلها (وكانوا قوما مجرمين) كفارا ذوي آثام عظام فلذلك استكبروا عنها واجترأوا على ردها (فلما جاءهم الحق من عندنا) فلما عرفوا أنه هو الحق