____________________
قدرت عليه ولا كنت متواصفا بعلم وبيان فتتهموني باختراعه (أفلا تعقلون) فتعلموا أنه ليس من الله لا من مثلي وهذا جواب عماد سوه تحت قولهم: ائت بقرآن غير هذا، من إضافة الافتراء عليه (ممن افترى على الله كذبا) يحتمل أن يريد افتراء المشركين على الله في قولهم إنه ذو شريك وذو ولد، وأن يكون تفاديا مما أضافوه إليه من الافتراء (مالا يضرهم ولا ينفعهم) الأوثان التي هي جماد لا تقدر على نفع ولا ضر وقيل إن عبدوها لم تنفعهم، وإن تركوا عبادتها لم تضرهم، ومن حق المعبود أن يكون مثيبا على الطاعة معاقبا على المعصية، وكان أهل الطائف يعبدون اللات وأهل مكة العزى ومناة وهبل وإسافا ونائلة (و) كانوا (يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله). وعن النضر بن الحرث: إذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزى (أتنبئون الله بمالا يعلم) أتخبرونه بكونهم شفعاء عنده وهو إنباء بما ليس بمعلوم لله، وإذا لم يكن معلوما له وهو العالم بالذات المحيط بجميع المعلومات لم يكن شيئا، لأن الشئ ما يعلم به ويخبر عنه، فكان خبرا ليس له مخبر عنه. فإن قلت: كيف أنبأوا الله بذلك؟
قلت: هو تهكم بهم وبما ادعوه من المحال الذي هو الشفاعة الأصنام، وإعلام بأن الذي انبأوا به باطل غير منطو تحت الصحة، فكأنهم يخبرونه بشئ لا يتعلق به علمه كما يخبر الرجل الرجل بما لا يعلمه. وقرئ أتنبئون بالتخفيف، وقوله (في السماوات ولا في الأرض) تأكيد لنفيه لأن مالم يوجد فيهما فهو منتف معدوم (تشركون) قرئ بالتاء والياء وما موصولة أو مصدرية: أي عن الشركاء الذين يشركونهم به أو عن إشراكهم (وما كان الناس إلا أمة واحدة) حنفاء متفقين على ملة واحدة من غير أن يختلفوا بينهم وذلك في عهد آدم إلى أن قتل قابيل هابيل. وقيل بعد الطوفان حين لم يذر الله من الكافرين ديارا (ولولا كلمة سبقت من ربك) وهو تأخير الحكم بينهم إلى يوم القيامة (لقضى بينهم) عاجلا فيما اختلفوا فيه، ولميز المحقق من المبطل، وسبق كلمته بالتأخير لحكمة أوجبت أن تكون هذه الدار دار تكليف وتلك دار ثواب وعقاب. وقالوا (لولا أنزل عليه آية من ربه) أرادوا آية من الآيات التي كانوا يقترحونها وكانوا لا يعتدون بما أنزل عليه من الآيات العظام المتكاثرة التي لم ينزل على أحد من الأنبياء مثلها، وكفى بالقرآن وحده آية باقية على وجه الدهر بديعة غريبة في الآيات دقيقة المسلك من بين المعجزات، وجعلوا نزولها كلا نزول وكأنه لم ينزل عليه آية قط حتى قالوا: لولا أنزل عليه آية واحدة من ربه، وذلك لفرط عنادهم وتماديهم في التمرد وانهما كهم في الغى (فقل إنما الغيب لله) أي هو المختص بعلم الغيب المستأثر
قلت: هو تهكم بهم وبما ادعوه من المحال الذي هو الشفاعة الأصنام، وإعلام بأن الذي انبأوا به باطل غير منطو تحت الصحة، فكأنهم يخبرونه بشئ لا يتعلق به علمه كما يخبر الرجل الرجل بما لا يعلمه. وقرئ أتنبئون بالتخفيف، وقوله (في السماوات ولا في الأرض) تأكيد لنفيه لأن مالم يوجد فيهما فهو منتف معدوم (تشركون) قرئ بالتاء والياء وما موصولة أو مصدرية: أي عن الشركاء الذين يشركونهم به أو عن إشراكهم (وما كان الناس إلا أمة واحدة) حنفاء متفقين على ملة واحدة من غير أن يختلفوا بينهم وذلك في عهد آدم إلى أن قتل قابيل هابيل. وقيل بعد الطوفان حين لم يذر الله من الكافرين ديارا (ولولا كلمة سبقت من ربك) وهو تأخير الحكم بينهم إلى يوم القيامة (لقضى بينهم) عاجلا فيما اختلفوا فيه، ولميز المحقق من المبطل، وسبق كلمته بالتأخير لحكمة أوجبت أن تكون هذه الدار دار تكليف وتلك دار ثواب وعقاب. وقالوا (لولا أنزل عليه آية من ربه) أرادوا آية من الآيات التي كانوا يقترحونها وكانوا لا يعتدون بما أنزل عليه من الآيات العظام المتكاثرة التي لم ينزل على أحد من الأنبياء مثلها، وكفى بالقرآن وحده آية باقية على وجه الدهر بديعة غريبة في الآيات دقيقة المسلك من بين المعجزات، وجعلوا نزولها كلا نزول وكأنه لم ينزل عليه آية قط حتى قالوا: لولا أنزل عليه آية واحدة من ربه، وذلك لفرط عنادهم وتماديهم في التمرد وانهما كهم في الغى (فقل إنما الغيب لله) أي هو المختص بعلم الغيب المستأثر