____________________
وعن محمد بن كعب (ثلاث من كن فيه كن عليه: البغى، والنكث، والمكر) قال الله تعالى (إنما بغيكم على أنفسكم) هذا من التشبية المركب، شبهت حال الدنيا في سرعة تقضيها وانقراض نعيمها بعد الإقبال بحال نبات الأرض في جفافه وذهابه حطاما بعد ما التف وتكاثف وزين الأرض بخضرته ورفيفه (فاختلط به) فاشتبك بسببه حتى خالط بعضه بعضا (أخذت الأرض زخرفها وازينت) كلام فصيح جعلت الأرض آخذة زخرفها على التمثيل بالعروس إذا أخذت الثياب الفاخرة من كل لون فاكتستها وتزينت بغيرها من ألوان الزين، وأصل ازينت تزينت فأدغم، وبالأصل قرأ عبد الله. وقرئ وأزينت على أفعلت من غير إعلال الفعل كأغليت أي صارت ذات زينة، وازيانت بوزن ابياضت (قادرون عليها) متمكنون من منفعتها محصلون لثمرتها رافعون لعلتها (أتاها أمرنا) وهو ضرب زرعها ببعض العاهات بعد أمنهم واستيقانهم أنه قد سلم (فجعلناها) فجعلنا زرعها (حصيدا) شبيها بما يحصد من الزرع في قطعه واستئصاله (كأن لم تغن) كأن لم يغن زرعها: أي لم ينبت على حذف المضاف في هذه المواضع لابد منه وإلا لم يستقم المعنى. وقرأ الحسن: كأن لم يغن، بالياء على أن الضمير للمضاف المحذوف الذي هو الزرع. وعن مروان أنه قرأ على المنبر: كأن لم تتغن بالأمس، من قول الأعشى: * طويل الثواء طويل التغني * والأمس مثل في الوقت القريب كأنه قيل: كأن لم تغن آنفا (دار السلام) الجنة، أضافها إلى اسمه تعظيما لها، وقيل السلام السلامة لأن أهلها سالمون من كل مكروه، وقيل لفشو السلام بينهم وتسليم الملائكة عليهم - إلا قيلا سلاما سلاما - (ويهدى) ويوفق (من يشاء) وهم الذين علم أن اللطف يجدى عليهم لان مشيئته تابعة لحكمته، ومعناه: يدعو العباد كلهم إلى دار السلام ولا يدخلها إلا المهديون (الحسنى) المثوبة الحسنى (وزيادة) وما يزيد على المثوبة وهى التفضل، ويدل عليه قوله تعالى - ويزيدهم من فضله - وعن علي رضي الله عنه الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة. وعن ابن عباس رضى الله