____________________
كافة الكفرة قريبهم وبعيدهم ولكن الأقرب فالأقرب أوجب، ونظيره - وأنذر عشيرتك الأقربين - وقد حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ثم غيرهم من عرب الحجاز ثم غزا الشأم. وقيل هم قريظة والنضير وفدك وخيبر وقيل الروم لأنهم كانوا يسكنون الشأم، والشأم أقرب إلى المدينة من العراق وغيره، وهكذا المفروض على أهل كل ناحية أن يقاتلوا من وليهم ما لم يضطر إليهم أهل ناحية أخرى. وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه سئل عن قتال الديلم فقال: عليك بالروم. وقرئ غلظة بالحركات الثلاث، فالغلظة كالشدة، والغلظة كالضغطة، والغلظة كالسخطة ونحوه (وأغلظ عليهم - ولا تهنوا - وهو يجمع الجرأة والصبر على القتال وشدة العداوة والعنف في القتل والأسر، ومنه - ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله - (مع المتقين) ينصر من اتقاه فلم يترأف على عدوه (فمنهم من يقول) فمن المنافقين من يقول بعضهم لبعض (أيكم زادته هذه) السورة (إيمانا) إنكارا واستهزاء بالمؤمنين واعتقادهم زيادة الإيمان بزيادة العلم الحاصل بالوحي والعمل به، وأيكم مرفوع بالابتداء. وقرأ عبيد بن عمير أيكم بالفتح على إضمار فعل يفسره زادته تقديره: أيكم زادت زادته هذه إيمانا (فزادتهم إيمانا) لأنها أزيد لليقين والثبات وأثلج للصدر، أو فزادتهم عملا، فإن زيادة العمل زيادة في الإيمان، لأن الإيمان يقع على الاعتقاد والعمل (فزادتهم رجسا إلى رجسهم) كفرا مضموما إلى كفرهم، لأنهم كلما جددوا بتجديد الله الوحي كفرا ونفاقا ازداد كفرهم واستحكم وتضاعف عقابهم. قرئ أو لا يرون بالياء والتاء (يفتنون) يبتلون بالمرض والقحط وغيرهما من بلاء الله، ثم لا ينتهون ولا يتوبون عن نفاقهم ولا يذكرون ولا يعتبرون ولا ينظرون في أمرهم، أو يبتلون بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعاينون أمره وما ينزل الله عليه من نصرته وتأييده، أو يفتنهم الشيطان فيكذبون وينقضون العهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقتلهم وينكل بهم ثم لا ينزجرون (نظر بعضهم إلى بعض) تغامزوا بالعيون إنكارا للوحى وسخرية به قائلين (هل يراكم من أحد) من المسلمين لننصرف فإنا لا نصبر على