____________________
الصاع بالصاعين قبل التحريم، وهذا بيان لعذر من خاف المؤاخذة بالاستغفار للمشركين قبل ورود النهى عنه.
وفي هذه الآية شديدة ما ينبغي أن يغفل عنها، وهى أن المهدى للإسلام إذا أقدم على بعض محظورات الله داخل في حكم الإضلال. والمراد بما يتقون ما يجب اتقاؤه للنهي، فأما ما يعلم بالعقل كالصدق في الخبر ورد الوديعة فغير موقوف على التوقيف (تاب الله على النبي) كقوله - ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر - وقوله - واستغفر لذنبك - وهو بعث للمؤمنين على التوبة، وأنه ما من مؤمن إلا هو محتاج إلى التوبة والاستغفار حتى النبي والمهاجرين والأنصار، وإبانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله، وأن صفة التوابين الأولين صفة الأنبياء كما وصفهم بالصالحين ليظهر فضيلة الصلاح. وقيل معناه: تاب الله عليه من إذنه للمنافقين في التخلف عنه كقوله - عفا الله عنك - (في ساعة العسرة) في وقتها، والساعة مستعملة في معنى الزمان المطلق كما استعملت الغداة والعشية واليوم: * غداة طفت علماء بكر بن وائل * وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة * عشية قارعنا جذام وحميرا إذا جاء يوما وارثي يبتغى الغنى * يجد جمع كف غير ملأى ولا صفرا والعسرة حالهم في غزوة تبوك كانوا في عسرة من الظهر يعتقب العشرة على بعير واحد، وفى عسرة من الزاد تزودوا التمر المدود والشعير المسوس والإهالة الزنخة، وبلغت بهم الشدة أن اقتسم التمرة اثنان، وربما مصها الجماعة ليشربوا عليها الماء، وفي عسرة من الماء، حتى نحروا الإبل واعتصروا فروثها، وفى شدة زمان من حمارة القيظ ومن الجدب والقحط والضيقة الشديدة (كاد تزيغ قلوب فريق منهم) عن الثبات على الإيمان أو عن اتباع الرسول في تلك الغزوة والخروج معه، وفى كاد ضمير الشأن، وشبهه سيبويه بقولهم: ليس خلق الله مثله.
وقرئ يزيغ بالياء، وفي قراءة عبد الله: من بعد ما زاغت فريق منهم، يريد المتخلفين من المؤمنين كأبي لبابة وأمثاله (ثم تاب عليهم) تكرير للتوكيد، ويجوز أن يكون الضمير للفريق تاب عليهم لكيدودتهم (الثلاثة) كعب ابن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية ومعنى (خلفوا) خلفوا عن الغزو، وقيل عن أبي لبابة وأصحابه حيث تيب عليهم بعدهم. وقرئ خلفوا: أي خلفوا الغازين بالمدينة أو فسدوا من الخالفة وخلوف الفم. وقرأ جعفر الصادق رضي الله عنه: خالفوا، وقرأ الأعمش: وعلى الثلاثة المخلفين (بما رحبت) برحبها أي مع سعتها، وهو مثل للحيرة في أمرهم كأنهم لا يجدون فيها مكانا يقرون فيه قلقا وجزعا مما هم فيه (وضاقت عليهم أنفسهم) أي قلوبهم لا يسعها أنس ولا سرور لأنها خرجت من فرط الوحشة والغم (وظنوا) وعلموا (أن لا ملجأ من) سخط (الله إلا) إلى استغفاره (ثم تاب عليهم ليتوبوا) ثم رجع عليهم بالقبول والرحمة كرة بعد أخرى ليستقيموا
وفي هذه الآية شديدة ما ينبغي أن يغفل عنها، وهى أن المهدى للإسلام إذا أقدم على بعض محظورات الله داخل في حكم الإضلال. والمراد بما يتقون ما يجب اتقاؤه للنهي، فأما ما يعلم بالعقل كالصدق في الخبر ورد الوديعة فغير موقوف على التوقيف (تاب الله على النبي) كقوله - ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر - وقوله - واستغفر لذنبك - وهو بعث للمؤمنين على التوبة، وأنه ما من مؤمن إلا هو محتاج إلى التوبة والاستغفار حتى النبي والمهاجرين والأنصار، وإبانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله، وأن صفة التوابين الأولين صفة الأنبياء كما وصفهم بالصالحين ليظهر فضيلة الصلاح. وقيل معناه: تاب الله عليه من إذنه للمنافقين في التخلف عنه كقوله - عفا الله عنك - (في ساعة العسرة) في وقتها، والساعة مستعملة في معنى الزمان المطلق كما استعملت الغداة والعشية واليوم: * غداة طفت علماء بكر بن وائل * وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة * عشية قارعنا جذام وحميرا إذا جاء يوما وارثي يبتغى الغنى * يجد جمع كف غير ملأى ولا صفرا والعسرة حالهم في غزوة تبوك كانوا في عسرة من الظهر يعتقب العشرة على بعير واحد، وفى عسرة من الزاد تزودوا التمر المدود والشعير المسوس والإهالة الزنخة، وبلغت بهم الشدة أن اقتسم التمرة اثنان، وربما مصها الجماعة ليشربوا عليها الماء، وفي عسرة من الماء، حتى نحروا الإبل واعتصروا فروثها، وفى شدة زمان من حمارة القيظ ومن الجدب والقحط والضيقة الشديدة (كاد تزيغ قلوب فريق منهم) عن الثبات على الإيمان أو عن اتباع الرسول في تلك الغزوة والخروج معه، وفى كاد ضمير الشأن، وشبهه سيبويه بقولهم: ليس خلق الله مثله.
وقرئ يزيغ بالياء، وفي قراءة عبد الله: من بعد ما زاغت فريق منهم، يريد المتخلفين من المؤمنين كأبي لبابة وأمثاله (ثم تاب عليهم) تكرير للتوكيد، ويجوز أن يكون الضمير للفريق تاب عليهم لكيدودتهم (الثلاثة) كعب ابن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية ومعنى (خلفوا) خلفوا عن الغزو، وقيل عن أبي لبابة وأصحابه حيث تيب عليهم بعدهم. وقرئ خلفوا: أي خلفوا الغازين بالمدينة أو فسدوا من الخالفة وخلوف الفم. وقرأ جعفر الصادق رضي الله عنه: خالفوا، وقرأ الأعمش: وعلى الثلاثة المخلفين (بما رحبت) برحبها أي مع سعتها، وهو مثل للحيرة في أمرهم كأنهم لا يجدون فيها مكانا يقرون فيه قلقا وجزعا مما هم فيه (وضاقت عليهم أنفسهم) أي قلوبهم لا يسعها أنس ولا سرور لأنها خرجت من فرط الوحشة والغم (وظنوا) وعلموا (أن لا ملجأ من) سخط (الله إلا) إلى استغفاره (ثم تاب عليهم ليتوبوا) ثم رجع عليهم بالقبول والرحمة كرة بعد أخرى ليستقيموا