____________________
الشرط الثاني مع جوابه كقولك إن جئتني فإن قدرت أحسنت إليك والمعنى فإما يأتينكم منى هدى برسول أبعثه إليكم وكتاب أنزله عليكم بدليل قوله (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا) في مقابلة قوله فمن تبع هداي - فإن قلت فلم جئ بكلمة الشك وإتيان الهدى كائن لا محالة لوجوبه قلت: للإيذان بأن الإيمان بالله والتوحيد لا يشترط فيه بعثه الرسول وإنزال الكتب وأنه إن لم يبعث رسولا ولم ينزل كتابا كان الإيمان به وتوحيده واجبا لما ركب فيهم من العقول ونصب لهم من الأدلة ومكنهم من النظر والاستدلال. فإن قلت: الخطيئة التي أهبط بها آدم إن كانت كبيرة فالكبيرة لا تجوز على الأنبياء، وإن كانت صغيرة فلم جرى عليه ما جرى بسببها من نزع اللباس والإخراج من الجنة والإهباط من السماء كما فعل بإبليس ونسبته إلى الغى والعصيان ونسيان العهد وعدم العزيمة والحاجة إلى التوبة. قلت: ما كانت إلا صغيرة مغمورة بأعمال قلبه من الإخلاص والأفكار الصالحة التي هي أجل الأعمال وأعظم الطاعات، وإنما جرى عليه ما جرى تعظيما للخطيئة وتفظيعا لشأنها وتهويلا ليكون ذلك لطفا له ولذريته في اجتناب الخطايا واتقاء المآثم، والتنبيه على أنه أخرج من الجنة بخطيئة واحدة فكيف يدخلها ذو خطايا جمة. وقرئ " فمن تبع هدى " على لغة هذيل فلا خوف بالفتح (إسرائيل) هو يعقوب عليه السلام لقب له، ومعناه في لسانهم صفوة الله، وقيل عبد الله وهو بزنة إبراهيم وإسماعيل غير منصرف مثلهما لوجود العلمية والعجمة. وقرئ إسرائيل وإسرائل، وذكرهم النعمة أن لا يخلو بشكرها ويعتدوا بها ويستعظموها ويطيعوا مانحها وأراد بها ما أنعم به على آبائهم مما عد عليهم من الإنجاء من فرعون وعذابه ومن الغرق، ومن العفو عن اتخاذ العجل والتوبة؟؟ عليهم وغير ذلك، وما أنعم به عليهم من إدراك زمن محمد صلى الله عليه وآله وسلم المبشر به في التوراة والإنجيل. والعهد يضاف إلى المعاهد والمعاهد جميعا، يقال أوفيت بعهدي: أي بما عاهدت عليه كقوله - ومن أوفى بعهده من الله - وأوفيت بعهدك: أي بما عاهدتك عليه. ومعنى (وأوفوا بعهدي) وأوفوا بما عاهدتموني عليه من الإيمان بي والطاعة لي كقوله - ومن أوفى بما عاهد عليه الله - ومنهم من عاهد الله - رجال صدقوا ما عاهدوا