____________________
عن ذاك إذا ذهب عنك وزل من الشهر كذا. وقرئ " فأزالهما " (مما كانا فيه) من النعيم والكرامة أو من الجنة إن كان الضمير للشجرة في عنها وقرأ عبد الله " فوسوس لهما الشيطان عنها " وهذا دليل على أن الضمير للشجرة لأن معنى صدرت وسوسته عنها فإن قلت: كيف توصل إلى إزلالهما ووسوسته لهما بعد ما قيل له اخرج منها فإنك رجيم؟ قلت يجوز أن يمنع دخولها على جهة التقريب والتكرمة كدخول الملائكة ولا يمنع أن يدخل على جهة الوسوسة ابتلاء لآدم وحواء وقيل كان يدنوا من السماء فيكلمهما وقيل قام عند الباب فنادى وروى أنه أراد الدخول فمنعته الخزنة فدخل في فم الحية حتى دخلت به وهم لا يشعرون قيل (اهبطوا) خطاب لآدم وحواء وإبليس وقيل والحية والصحيح أنه لآدم وحواء والمراد هما وذريتهما لأنهما لما كانا أصل الإنس ومتشعبهم جعلا كأنهما الإنس كلهم والدليل عليه قوله - قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ويدل على ذلك قوله فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون وما هو إلا حكم يعم الناس كلهم ومعنى (بعضهم لبعض عدو) ما عليه الناس من التعادي والتباغي وتضليل بعضهم لبعض والهبوط والنزول إلى الأرض (مستقر) موضع استقرار أو استقرار (ومتاع) وتمتع بالعيش (إلى حين) يريد إلى يوم القيامة، وقيل إلى الموت معنى تلقى الكلمة استقبالها بالأخذ والقبول والعمل بها حين علمها وقرئ بنصب آدم ورفع الكلمات على أنها استقبلته بأن بلغته واتصلت به فإن قلت ما هن؟ قلت قوله تعالى - ربنا ظلمنا أنفسنا - الآية وعن ابن مسعود رضي الله عنه إن أحب الكلام إلى الله ما قاله أبونا آدم حين اقترف الخطيئة سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال يا رب ألم تخلقني بيدك؟ ألم تسكني جنتك؟ قال بلى قال يا رب إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال نعم واكتفى بذكر توبة آدم دون توبة حواء لأنها كانت تبعا له كما طوى ذكر النساء في أكثر القرآن والسنة لذلك وقد ذكرها في قوله قالا ربنا ظلمنا أنفسنا - (فتاب عليه) فرجع عليه بالرحمة والقبول. فإن قلت: لم كرر قلنا اهبطوا؟ قلت:
للتأكيد ولما نيط به من زيادة قوله (فإما يأتينكم منى هدى) فإن قلت: ما جواب الشرط الأول؟ قلت
للتأكيد ولما نيط به من زيادة قوله (فإما يأتينكم منى هدى) فإن قلت: ما جواب الشرط الأول؟ قلت