____________________
الإنجاء (فرقنا) فصلنا بين بعضه وبعض حتى صارت فيه مسالك لكم وقرئ فرقنا بمعنى فصلنا يقال فرق بين الشيئين وفرق بين الأشياء لأن المسالك كانت اثنى عشر على عدد الأسباط فإن قلت: ما معنى (بكم).
قلت: فيه أوجه أن يراد أنهم كانوا يسلكونه ويتفرق الماء عند سلوكهم فكأنما فرق بهم كما يفرق بين الشيئين بما يوسط بينهما وأن يراد فرقناه بسببكم وبسبب إنجائكم وأن يكون في موضع الحال بمعنى فرقناه ملتبسا بكم كقوله * تدوس بنا الجماجم والتريبا * أي تدوسها ونحن راكبوها. وروى أن بني إسرائيل قالوا لموسى أين أصحابنا لا نراهم؟ قال سيروا فإنهم على طريق مثل طريقكم قالوا لا نرضى حتى نراهم فقال: اللهم أعني على أخلاقهم السيئة فأوحى إليه أن قل بعصاك هكذا فقال بها على الحيطان فصارت فيها كوى فتراءوا وتسامعوا كلامهم (وأنتم تنظرون) إلى ذلك وتشاهدونه لا تشكون فيه لما دخل بنو إسرائيل مصر بعد هلاك فرعون ولم يكن لهم كتاب ينتهون إليه وعد الله موسى أن ينزل عليه التوراة وضرب له ميقاتا ذا القعدة وعشر ذي الحجة وقيل (أربعين ليلة) لأن الشهور غررها بالليالي وقرئ واعدنا لأن الله تعالى وعده الوحي ووعد المجئ للميقات إلى الطور (من بعده) من بعد مضيه إلى الطور (وأنتم ظالمون) بإشراككم (ثم عفونا عنكم) حين تبتم (من بعد ذلك) من بعد ارتكابكم الأمر العظيم وهو اتخاذكم العجل (لعلكم تشكرون) إرادة أن تشكروا النعمة في العفو
قلت: فيه أوجه أن يراد أنهم كانوا يسلكونه ويتفرق الماء عند سلوكهم فكأنما فرق بهم كما يفرق بين الشيئين بما يوسط بينهما وأن يراد فرقناه بسببكم وبسبب إنجائكم وأن يكون في موضع الحال بمعنى فرقناه ملتبسا بكم كقوله * تدوس بنا الجماجم والتريبا * أي تدوسها ونحن راكبوها. وروى أن بني إسرائيل قالوا لموسى أين أصحابنا لا نراهم؟ قال سيروا فإنهم على طريق مثل طريقكم قالوا لا نرضى حتى نراهم فقال: اللهم أعني على أخلاقهم السيئة فأوحى إليه أن قل بعصاك هكذا فقال بها على الحيطان فصارت فيها كوى فتراءوا وتسامعوا كلامهم (وأنتم تنظرون) إلى ذلك وتشاهدونه لا تشكون فيه لما دخل بنو إسرائيل مصر بعد هلاك فرعون ولم يكن لهم كتاب ينتهون إليه وعد الله موسى أن ينزل عليه التوراة وضرب له ميقاتا ذا القعدة وعشر ذي الحجة وقيل (أربعين ليلة) لأن الشهور غررها بالليالي وقرئ واعدنا لأن الله تعالى وعده الوحي ووعد المجئ للميقات إلى الطور (من بعده) من بعد مضيه إلى الطور (وأنتم ظالمون) بإشراككم (ثم عفونا عنكم) حين تبتم (من بعد ذلك) من بعد ارتكابكم الأمر العظيم وهو اتخاذكم العجل (لعلكم تشكرون) إرادة أن تشكروا النعمة في العفو