____________________
من ذكر قبلهم من قوم موسى: أي مثل ميثاقهم بالايمان بالله والرسل وبأفعال الخير، أو أخذنا من النصارى ميثاق أنفسهم بذلك. فإن قلت: فهلا قيل من النصارى؟ قلت: لانهم إنما سموا أنفسهم بذلك ادعاء لنصرة الله وهم الذين قالوا لعيسى نحن أنصار الله ثم اختلفوا بعد نسطورية ويعقوبية وملكانية أنصارا للشيطان (فأغرينا) ألصقنا وألزمنا، من غرى بالشئ: إذا لزمه ولصق به وأغراه غيره، ومنه الغراء الذي يلصق به (بينهم) بين فرق النصارى المختلفين وقيل بينهم وبين اليهود ونحوه - وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا - أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض - (يا أهل الكتاب) خطاب لليهود والنصارى (مما كنتم تخفون) من نحو صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن نحو الرجم - ويعفو عن كثير - مما تخفونه لا يبينه إذا لم تضطر إليه مصلحة دينية ولم يكن فيه فائدة إلا اقتضاء حكم وصفته مما لا بد من بيانه، وكذلك الرجم وما فيه إحياء شريعة وإماتة بدعة. وعن الحسن ويعفو عن كثير منكم لا يؤاخذه (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) يريد القرآن لكشفه ظلمات الشرك والشك ولابانته ما كان خافيا عن الناس من الحق أو لأنه ظاهر الاعجاز (من اتبع رضوانه) من آمن به (سبل السلام) طرق السلامة والنجاة من عذاب الله أو سبل الله. قولهم (إن الله هو المسيح) معناه بت القول على أن حقيقة الله هو المسيح لا غير. قيل كان في النصارى قوم يقولون ذلك، وقيل ما صرحوا به ولكن مذهبهم يؤدي إليه حيث اعتقدوا أنه يخلق ويحيي ويميت ويدبر أمر العالم (فمن يملك من الله شيئا) فمن يمنع من قدرته ومشيئته شيئا (إن أراد أن يهلك) من دعوه إلها من المسيح وأمه دلالة على أن المسيح عبد مخلوق كسائر العباد، وأراد بعطف من في الأرض على