الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٥٤٠
لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما. ولهديناهم صراطا مستقيما. ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
____________________
يكون لهم أيضا بعد التثبيت؟ فقيل: وإذا لو ثبتوا (لآتيناهم) لان إذا جواب وجزاء (من لدنا أجرا عظيما) كقوله - ويؤت من لدنه أجرا عظيما - في أن المراد العطاء المتفضل به من عنده وتسميته أجرا لأنه تابع للاجر لا يثبت إلا بثباته (ولهديناهم) وللطفنا بهم ووفقناهم لازدياد الخيرات. الصديقون أفاضل صحابة الأنبياء الذين تقدموا في تصديقهم كأبي بكر الصديق رضي الله عنه وصدقوا في أقوالهم وأفعالهم، وهذا ترغيب للمؤمنين في الطاعة حيث وعدوا مرافقة أقرب عباد الله إلى الله وأرفعهم درجات عنده (وحسن أولئك رفيقا) فيه معنى التعجب كأنه قيل وما أحسن أولئك رفيقا، ولاستقلاله بمعنى التعجب قرئ وحسن بسكون السين يقلو المتعجب: حسن الوجه وجهك وحسن الوجه وجهك بالفتح والضم مع التسكين. والرفيق كالصديق والخليط في استواء الواحد والجمع فيه، ويجوز أن يكون مفردا بين به الجنس في باب التمييز. وروي (أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه، فأتاه يوما وقد تغير وجهه ونحل جسمه وعرف الحزن في وجهه، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حاله فقال: يا رسول الله ما بي من وجع غير أني إذا
(٥٤٠)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 ... » »»