انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به أثما مبينا. ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا. أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا.
____________________
مفتعل مالا يصح كونه (الذين يزكون أنفسهم) اليهود والنصارى قالوا - نحن أبناء الله وأحباؤه - وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى - وقيل جاء رجال من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطفالهم فقالوا هل على هؤلاء ذنب؟ قال لا، قالوا والله ما نحن إلا كهيئتهم ما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل، وما عملناه بالليل كفر عنا بالنهار فنزلت. ويدخل فيها كل من زكى نفسه ووصفها بزكاء العمل وزيادة الطاعة والتقوى والزلفى عند الله. فإن قلت: أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض؟ قلت:
إنما قال ذلك حين قال له المنافقون اعدل في القسمة إكذابا لهم، إذ وصفوه بخلاف ما وصفه ربه، وشتان من شهد الله له بالتزكية ومن شهد لنفسه أو شهد له من لا يعلم - بل الله يزكي من يشاء) إعلام بأن تزكية الله هي التي يعتد بها لا تزكية غيره لأنه هو العالم بمن هو أهل للتزكية، ومعنى يزكي من يشاء - يزكي المرتضين من عباده الذين عرف منهم الزكاء فوصفهم به (ولا يظلمون فتيلا) أي الذين يزكون أنفسهم يعاقبون على تزكيتهم أنفسهم حق جزائهم أو من يشاء يثابون على زكائهم ولا ينقص من ثوابهم ونحوه - فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى - (كيف يفترون على الله الكذب) في زعمهم أنهم عند الله أزكياء (وكفى) بزعمهم هذا (إثما مبينا) من بين سائر آثامهم.
الجبت: الأصنام وكل ما عبد من دون الله، والطاغوت: الشيطان. وذلك أن حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف اليهوديين خرجا إلى مكة مع جماعة من اليهود يحالفون قريشا على محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أنتم أهل كتاب وأنتم أقرب إلى محمد منكم إلينا فلا نأمن مكركم، فاسجدوا لآلهتنا حتى نطمئن إليكم، ففعلوا فهذا إيمانهم (بالجبت والطاغوت) لانهم سجدوا للأصنام وأطاعوا إبليس فيما فعلوا. وقال أبو سفيان:
أنحن أهدى سبيلا أم محمد؟ فقال كعب ماذا يقول محمد؟ قالوا: يأمر بعبادة الله وحده وينهى عن الشرك قال: وما دينكم؟ قالوا: نحن ولاة البيت ونسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني وذكروا أفعالهم، فقال:
أنتم أهدى سبيلا. وصف اليهود بالبخل والحسد وهما شر خصلتين يمنعون ما أوتوا من النعمة ويتمون أن تكون
إنما قال ذلك حين قال له المنافقون اعدل في القسمة إكذابا لهم، إذ وصفوه بخلاف ما وصفه ربه، وشتان من شهد الله له بالتزكية ومن شهد لنفسه أو شهد له من لا يعلم - بل الله يزكي من يشاء) إعلام بأن تزكية الله هي التي يعتد بها لا تزكية غيره لأنه هو العالم بمن هو أهل للتزكية، ومعنى يزكي من يشاء - يزكي المرتضين من عباده الذين عرف منهم الزكاء فوصفهم به (ولا يظلمون فتيلا) أي الذين يزكون أنفسهم يعاقبون على تزكيتهم أنفسهم حق جزائهم أو من يشاء يثابون على زكائهم ولا ينقص من ثوابهم ونحوه - فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى - (كيف يفترون على الله الكذب) في زعمهم أنهم عند الله أزكياء (وكفى) بزعمهم هذا (إثما مبينا) من بين سائر آثامهم.
الجبت: الأصنام وكل ما عبد من دون الله، والطاغوت: الشيطان. وذلك أن حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف اليهوديين خرجا إلى مكة مع جماعة من اليهود يحالفون قريشا على محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: أنتم أهل كتاب وأنتم أقرب إلى محمد منكم إلينا فلا نأمن مكركم، فاسجدوا لآلهتنا حتى نطمئن إليكم، ففعلوا فهذا إيمانهم (بالجبت والطاغوت) لانهم سجدوا للأصنام وأطاعوا إبليس فيما فعلوا. وقال أبو سفيان:
أنحن أهدى سبيلا أم محمد؟ فقال كعب ماذا يقول محمد؟ قالوا: يأمر بعبادة الله وحده وينهى عن الشرك قال: وما دينكم؟ قالوا: نحن ولاة البيت ونسقي الحاج ونقري الضيف ونفك العاني وذكروا أفعالهم، فقال:
أنتم أهدى سبيلا. وصف اليهود بالبخل والحسد وهما شر خصلتين يمنعون ما أوتوا من النعمة ويتمون أن تكون