فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا. إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما. والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا.
____________________
لهم نعمة غيرهم فقال (أم لهم نصيب من الملك) على أن أم منقطعة، ومعنى الهمزة لانكار أن يكون لهم نصيب من الملك ثم قال (فإذا لا يؤتون) أي لو كان لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون أحدا مقدار نقير لفرط بخلهم، والنقير النقرة في طهر النواة، وهو مثل في القلة كالفتيل والقطمير، والمراد بالملك إما ملك أهل الدنيا وإما ملك الله كقوله تعالى - قل هو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الانفاق - وهذا أوصف لهم بالشح وأحسن لطباقه نظيره من القرآن. ويجوز أن يكون معنى الهمزة في أم لانكار أنهم قد أوتوا نصيبا من الملك وكانوا أصحاب أموال وبساتين وقصور مشيدة كما تكون أحوال الملوك وأنهم لا يؤتون أحدا مما يملكون شيئا. وقرأ ابن مسعود فإذا لا يؤتوا على إعمال إذا عملها الذي هو النصب، وهي ملغاة في قراءة العامة كأنه قيل فلا يؤتون نقيرا إذا (أم يحسدون الناس) (بل أيحسدون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على إنكار الحسد واستقباحه وكانوا يحسدونهم على وما آتاهم الله من النصرة والغلبة وازدياد العز والتقدم كل يوم (فقد آتينا) إلزام لهم بما عرفوه من إيتاء الله الكتاب والحكمة (آل إبراهيم) الذين هم أسلاف محمد صلى الله عليه وسلم وأنه ليس ببدع أن يؤتيه الله مثل ما آتي أسلافه.
وعن ابن عباس: الملك في آل إبراهيم ملك يوسف وداود وسليمان، وقيل استكثروا نساءه فقيل لهم كيف استكثرتم له التسع وقد كان لداود مائة ولسليمان ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية؟ (فمنهم) فمن اليهود (من آمن به) أي بما ذكر من حديث آل إبراهيم (ومنهم من صد عنه) وأنكره مع علمه بصحته، أو من اليهود من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من أنكر نبوته، أو من آل إبراهيم من آمن بإبراهيم ومنهم من كفر كقوله - فمنهم مهند وكثير منهم فاسقون - (بدلناهم جلودا غيرها) أبدلناهم إياها. فإن قلت: كيف تعذب مكان الجلود العاصية جلود لم تعص؟ قلت: العذاب للجملة الحساسة وهي التي عصت لا الجلد. وعن فضيل يجعل النضيج غير نضيج.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبدل جلودهم كل يوم سبع مرات) وعن الحسن سبعين مرة يبدلون جلودا بيضاء كالقراطيس (ليذوقوا العذاب) ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع كقولك للعزيز أعزك الله: أي أدامك على عزك وزادك فيه (عزيزا) لا يمتنع عليه شئ مما يريده بالمجرمين (حكيما) لا يعذب إلا بعدل من يستحق (ظليلا)
وعن ابن عباس: الملك في آل إبراهيم ملك يوسف وداود وسليمان، وقيل استكثروا نساءه فقيل لهم كيف استكثرتم له التسع وقد كان لداود مائة ولسليمان ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية؟ (فمنهم) فمن اليهود (من آمن به) أي بما ذكر من حديث آل إبراهيم (ومنهم من صد عنه) وأنكره مع علمه بصحته، أو من اليهود من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من أنكر نبوته، أو من آل إبراهيم من آمن بإبراهيم ومنهم من كفر كقوله - فمنهم مهند وكثير منهم فاسقون - (بدلناهم جلودا غيرها) أبدلناهم إياها. فإن قلت: كيف تعذب مكان الجلود العاصية جلود لم تعص؟ قلت: العذاب للجملة الحساسة وهي التي عصت لا الجلد. وعن فضيل يجعل النضيج غير نضيج.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبدل جلودهم كل يوم سبع مرات) وعن الحسن سبعين مرة يبدلون جلودا بيضاء كالقراطيس (ليذوقوا العذاب) ليدوم لهم ذوقه ولا ينقطع كقولك للعزيز أعزك الله: أي أدامك على عزك وزادك فيه (عزيزا) لا يمتنع عليه شئ مما يريده بالمجرمين (حكيما) لا يعذب إلا بعدل من يستحق (ظليلا)