____________________
ولم يقسم للطلائع، فنزلت. يعني وما كان لنبي أن يعطي قوما ويمنع آخرين، بل عليه أن يقسم بالسوية. وسمى حرمان بعض الغزاة غلولا تغليظا وتقبيحا لصورة الامر، ولو قرئ أن يغل من أغل بمعنى غل لجاز (يأت بما غل يوم القيامة) يأت بالشئ الذي غله بعينه يحمله كما جاء في الحديث (جاء يوم القيامة يحمله على عنقه). وروي: (ألا لا أعرفن أحدكم يأتي ببعير له رغاء وببقرة لها خوار وبشاة لها ثغاء فينادي يا محمد يا محمد، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا فقد بلغتك). وعن بعض جفاة الاعراب أنه سرق نافجة مسك فتليت عليه الآية فقال: إذا أحملها طيبة الريح خفيفة المحمل. ويجوز أن يراد يأتي بما احتمل من وباله وتبعته وإثمه. فإن قلت: هلا قبل ثم يوفى ما كسب ليتصل به؟ قلت: جئ بعام دخل تحته كل كاسب من الغال وغيره فاتصل به من حيث المعنى، وهو أبلغ وأثبت لأنه إذا علم الغال أن كل كاسب خيرا أو شرا مجزى فموفى جزاءه علم أنه غير متخلص من بينهم مع عظم ما اكتسب (وهم لا يظلمون) أي يعدل بينهم في الجزاء كل جزاؤه على قدر كسبه (هم درجات) أي هم متفاوتون كما تتفاوت الدرجات كقوله:
أنصب للمنية تعتريهم رجالي أم همو درج السيول وقيل ذو درجات، والمعنى: تفاوت منازل المثابين منهم ومنازل المعاقبين، والتفاوت بين الثواب والعقاب (والله بصير بما يعملون) عالم بأعمالهم ودرجاتها فمجازيهم على حسبها (لقد من الله على المؤمنين) على من آمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه، وخص المؤمنين منهم لانهم هم المنتفعون بمبعثه (من أنفسهم) من جنسهم عربيا مثلهم، وقيل من ولد إسماعيل كما أنهم من ولده. فإن قلت: فما وجه المنة عليهم في أن كان من أنفسهم.
قلت: إذا كان منهم كان اللسان واحدا، فسهل أخذ ما يجب عليهم أخذه عنه وكانوا واقفين على أحواله في الصدق والأمانة، فكان ذلك أقرب لهم إلى تصديقه والوثوق به، وفي كونه من أنفسهم شرف لهم كقوله - وإنه لذكر لك ولقومك - وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة فاطمة رضي الله عنها: من أنفسهم: أي من أشرفهم، لان عدنان ذروة ولد إسماعيل، ومضر ذروة نزار بن معد بن عدنان، وخندف ذروة مضر، ومدركة
أنصب للمنية تعتريهم رجالي أم همو درج السيول وقيل ذو درجات، والمعنى: تفاوت منازل المثابين منهم ومنازل المعاقبين، والتفاوت بين الثواب والعقاب (والله بصير بما يعملون) عالم بأعمالهم ودرجاتها فمجازيهم على حسبها (لقد من الله على المؤمنين) على من آمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه، وخص المؤمنين منهم لانهم هم المنتفعون بمبعثه (من أنفسهم) من جنسهم عربيا مثلهم، وقيل من ولد إسماعيل كما أنهم من ولده. فإن قلت: فما وجه المنة عليهم في أن كان من أنفسهم.
قلت: إذا كان منهم كان اللسان واحدا، فسهل أخذ ما يجب عليهم أخذه عنه وكانوا واقفين على أحواله في الصدق والأمانة، فكان ذلك أقرب لهم إلى تصديقه والوثوق به، وفي كونه من أنفسهم شرف لهم كقوله - وإنه لذكر لك ولقومك - وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءة فاطمة رضي الله عنها: من أنفسهم: أي من أشرفهم، لان عدنان ذروة ولد إسماعيل، ومضر ذروة نزار بن معد بن عدنان، وخندف ذروة مضر، ومدركة