____________________
القبيح، وفي هذه الآيات بيان قاطع أن الذين آمنوا على ثلاث طبقات متقون وتائبون ومصرون، وأن الجنة للمتقين والتائبين منهم دون المصرين، ومن خالف في ذلك فقد كابر عقله وعاند ربه. قال (أجر العاملين) بعد قوله جزاؤهم لأنهما في معنى واحد، وإنما خالف بين اللفظين لزيادة التنبيه على أن ذلك جزاء واجب على عمل وأجر مستحق عليه لا كما يقول المبطلون. وروي أن الله عز وجل أوحى إلى موسى ما أقل حياء من يطمع في جنتي بغير عمل، كيف أجود برحمتي على من يبخل بطاعتي. وعن شهر بن حوشب طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء الرحمة ممن لا يطاع حمق وجهالة. وعن الحسن رضي الله عنه:
يقول الله تعالى يوم القيامة: جوزوا الصراط بعفوي، وادخلوا الجنة برحمتي، واقتسموها بأعمالكم. وعن رابعة البصرية رضي الله عنها أنها كانت تنشد:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * إن السفينة لا تجري على اليبس والمخصوص بالمدح محذوف تقديره: ونعم أجر العاملين، وذلك يعني المغفرة والجنات (قد خلت من قبلكم سنن) يريد ما سنه الله في الأمم المكذبين من وقائعه كقوله: وقتلوا تقتيلا، سنة الله في الذين خلوا من قبل، ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا، سنة الله التي قد خلت من قبل (هذا بيان للناس) إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب يعني حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم والاعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم (وهدى وموعظة للمتقين) يعني أنه مع كونه بيانا وتنبيها للمكذبين فهو زيادة تثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين ويجوز أن يكون قوله قد خلت جملة معترضة للبعث على الإيمان وما يستحق به ما ذكر من أجر العاملين ويكون قوله هذا بيان إشارة إلى ما لخص وبين من أمر المتقين والتائبين والمصرين (ولا تهنوا ولا تحزنوا) تسلية من الله سبحانه لرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين عما أصابهم يوم أحد وتقوية من قلوبهم، يعني ولا تضعفوا عن الجهاد لما أصابكم: أي لا يورثنكم ذلك وهنا وجبنا، ولا تبالوا به ولا تحزنوا على من قتل منكم وجرح (وأنتم الأعلون) وحالكم أنكم أعلى منهم وأغلب لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد، أو وأنتم الأعلون شأنا لأن قتالكم لله ولإعلاء كلمته وقتالهم للشيطان ولإعلاء كلمة الكفر، ولأن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، أو هي بشارة لهم بالعلو والغلبة: أي وأنتم الأعلون في العاقبة وإن جندنا لهم الغالبون (إن كنتم مؤمنين) متعلق بالنهي بمعنى ولا تهنوا إن صح إيمانكم على أن صحة الإيمان توجب قوة القلب والثقة بصنع الله وقلة المبالاة بأعدائه، أو بالأعلون:
أي إن كنتم مصدقين بما يعدكم الله ويبشركم به من الغلبة. قرئ قرح بفتح القاف وضمها وهما لغتان كالضعف والضعف، وقيل هو بالفتح الجراح وبالضم ألهما، وقرأ أبو السمال قرح بفتحتين، وقيل القرح والقرح كالطرد والطرد، والمعنى: إن نالوا منكم يوم أحد فقد نلتم منهم قبله يوم بدر، ثم لم يضعف ذلك قلوبهم ولم يثبطهم عن معاودتكم بالقتال، فأنتم أولى أن لا تضعفوا، ونحوه - فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون - وقيل
يقول الله تعالى يوم القيامة: جوزوا الصراط بعفوي، وادخلوا الجنة برحمتي، واقتسموها بأعمالكم. وعن رابعة البصرية رضي الله عنها أنها كانت تنشد:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * إن السفينة لا تجري على اليبس والمخصوص بالمدح محذوف تقديره: ونعم أجر العاملين، وذلك يعني المغفرة والجنات (قد خلت من قبلكم سنن) يريد ما سنه الله في الأمم المكذبين من وقائعه كقوله: وقتلوا تقتيلا، سنة الله في الذين خلوا من قبل، ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا، سنة الله التي قد خلت من قبل (هذا بيان للناس) إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب يعني حثهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم والاعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم (وهدى وموعظة للمتقين) يعني أنه مع كونه بيانا وتنبيها للمكذبين فهو زيادة تثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين ويجوز أن يكون قوله قد خلت جملة معترضة للبعث على الإيمان وما يستحق به ما ذكر من أجر العاملين ويكون قوله هذا بيان إشارة إلى ما لخص وبين من أمر المتقين والتائبين والمصرين (ولا تهنوا ولا تحزنوا) تسلية من الله سبحانه لرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين عما أصابهم يوم أحد وتقوية من قلوبهم، يعني ولا تضعفوا عن الجهاد لما أصابكم: أي لا يورثنكم ذلك وهنا وجبنا، ولا تبالوا به ولا تحزنوا على من قتل منكم وجرح (وأنتم الأعلون) وحالكم أنكم أعلى منهم وأغلب لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم يوم أحد، أو وأنتم الأعلون شأنا لأن قتالكم لله ولإعلاء كلمته وقتالهم للشيطان ولإعلاء كلمة الكفر، ولأن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار، أو هي بشارة لهم بالعلو والغلبة: أي وأنتم الأعلون في العاقبة وإن جندنا لهم الغالبون (إن كنتم مؤمنين) متعلق بالنهي بمعنى ولا تهنوا إن صح إيمانكم على أن صحة الإيمان توجب قوة القلب والثقة بصنع الله وقلة المبالاة بأعدائه، أو بالأعلون:
أي إن كنتم مصدقين بما يعدكم الله ويبشركم به من الغلبة. قرئ قرح بفتح القاف وضمها وهما لغتان كالضعف والضعف، وقيل هو بالفتح الجراح وبالضم ألهما، وقرأ أبو السمال قرح بفتحتين، وقيل القرح والقرح كالطرد والطرد، والمعنى: إن نالوا منكم يوم أحد فقد نلتم منهم قبله يوم بدر، ثم لم يضعف ذلك قلوبهم ولم يثبطهم عن معاودتكم بالقتال، فأنتم أولى أن لا تضعفوا، ونحوه - فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون - وقيل