الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٤٧٢
يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شئ قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم
____________________
منه مقدمة عليه كقوله: رأيت راكبا رجلا، أو مفعولا له بمعنى نعستم أمنة، ويجوز أن يكون حالا من المخاطبين بمعني ذوي أمنة أو على أنه جمع آمن كبار وبررة (يغشى) قرئ بالياء والتاء ردا على النعاس أو على الأمنة (طائفة منكم) هم أهل الصدق واليقين (وطائفة) هم المنافقون (قد أهمتهم أنفسهم) ما بهم إلا هم أنفسهم لا هم الدين ولا هم الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين، أو قد أوقعتهم أنفسهم وما حل بهم في الهموم والأشجان فهم في التشاكي والثبات (غير الحق) في حكم المصدر ومعناه: يظنون بالله غير الظن الحق الذي يجب أن يظن به، و (ظن الجاهلية) بدل منه، ويجوز أن يكون المعنى: يظنون بالله ظن الجاهلية، وغير الحق تأكيد ليظنون كقولك: هذا القول غير ما تقول، وهذا القول لا قولك، وظن الجاهلية كقولك: حاتم الجود ورجل صدق، يريد الظن المختص بالملة الجاهلية، ويجوز أن يراد ظن أهل الجاهلية: أي لا يظن مثل ذلك الظن إلا أهل الشرك الجاهلون بالله (يقولون) لرسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه (هل لنا من الأمر من شئ) معناه هل لنا معاشر المسلمين من أمر الله نصيب قط، يعنون النصر والإظهار على العدو (قل إن الأمر كله لله) ولأوليائه المؤمنين وهو النصر والغلبة، كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، وإن جندنا لهم الغالبون (يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك) معناه يقولون لك فيما يظهرون هل لنا من الأمر من شئ سؤال المؤمنين المسترشدين وهم فيما يبطنون على النفاق (يقولون) في أنفسهم أو بعضهم لبعض منكرين لقولك لهم: إن الأمر كله لله (لو كان لنا من الأمر شئ) أي لو كان الأمر كما قال محمد: إن الأمر كله لله ولأوليائه وإنهم الغالبون لما غلبنا قط ولما قتل من المسلمين من قتل في هذه المعركة (قل لو كنتم في بيوتكم) يعني من علم الله منه أنه يقتل ويصرع في هذه المصارع وكتب ذلك في اللوح لم يكن بد من وجوده، فلو قعدتم في بيوتكم (لبرز) من بينكم (الذين) علم الله أنهم يقتلون (إلى مضاجعهم) وهي مصارعهم ليكون ما علم الله أنه يكون، والمعنى: أن الله كتب في اللوح قتل من يقتل من المؤمنين: وكتب مع ذلك أنهم
(٤٧٢)
مفاتيح البحث: الظنّ (2)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 467 468 469 470 471 472 473 474 475 476 477 ... » »»