____________________
التوراة دل عليه ولأنه كان معلوما عندهم، وقرئ حرم بوزن كرم (وجئتكم بآية من ربكم) شاهدة على صحة رسالتي وهي قوله (إن الله ربي وربكم) لأن جميع الرسل كانوا على هذا القول لم يختلفوا فيه، وقرئ بالفتح على البدل من آية، وقوله فاتقوا الله وأطيعون اعتراض. فإن قلت: كيف جعل هذا القول آية من ربه؟ قلت: لأن الله تعالى جعله له علامة يعرف بها أنه رسول كسائر الرسل حيث هداه للنظر في أدلة العقل والاستدلال، ويجوز أن يكون تكريرا لقوله جئتكم بآية من ربكم: أي جئتكم بآية بعد أخرى مما ذكرت لكم من خلق الطير والإبراء والإحياء والإنباء بالخفيات وبغيره من ولادتي بغير أب ومن كلامي في المهد، ومن سائر ذلك. وقرأ عبد الله وجئتكم بآيات من ربكم فاتقوا الله لما جئتكم به من الآيات وأطيعوني فيما أدعوكم إليه، ثم ابتدأ فقال: إن الله ربي وربكم، ومعنى قراءة من فتح ولأن الله ربي وربكم فاعبدوه كقوله لإيلاف قريش فليعبدوا، ويجوز أن يكون المعنى:
وجئتكم بآية على أن الله ربي وربكم وما بينهما اعتراض (فلما أحس) فلما علم منهم (الكفر) علما لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس و (إلى الله) من صلة أنصاري مضمنا معنى الإضافة كأنه قيل من الذين يضيفون أنفسهم إلى الله ينصرونني كما ينصرني أو يتعلق بمحذوف حالا من الياء: أي من أنصاري ذاهبا إلى الله ملتجئا إليه (نحن أنصار الله) أي أنصار دينه ورسوله، وحواري الرجل صفوته وخالصته، ومنه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن، قال:
فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح وفي وزنه الحوالي وهو الكثير الحيلة، وإنما طلبوا شهادة بإسلامهم تأكيدا لإيمانهم لأن الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم (مع الشاهدين) مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم أو مع الذين يشهدون بالوحدانية، وقيل مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم شهداء على الناس (ومكروا) الواو لكفار بني إسرائيل الذين أحس منهم الكفر ومكرهم أنهم وكلوا به من يقتله غيلة (ومكر الله) أن رفع عيسى إلى السماء وألقى شبهة على من أراد اغتياله حتى قتل (والله خير الماكرين) أقواهم مكرا وأنفذهم كيدا وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعر المعاقب (إذ قال الله) ظرف لخير الماكرين أو لمكر الله (إني متوفيك) أي مستوفي أجلك، ومعناه: أني عاصمك من أن يقتلك الكفار ومؤخرك إلى أجل كتبته لك ومميتك حتف أنفك لا قتلا بأيديهم (ورافعك إلي) إلى سمائي ومقر ملائكتي (ومطهرك من الذين كفروا) من سوء جوارهم وخبث صحبتهم، وقيل متوفيك: قابضك من الأرض من
وجئتكم بآية على أن الله ربي وربكم وما بينهما اعتراض (فلما أحس) فلما علم منهم (الكفر) علما لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس و (إلى الله) من صلة أنصاري مضمنا معنى الإضافة كأنه قيل من الذين يضيفون أنفسهم إلى الله ينصرونني كما ينصرني أو يتعلق بمحذوف حالا من الياء: أي من أنصاري ذاهبا إلى الله ملتجئا إليه (نحن أنصار الله) أي أنصار دينه ورسوله، وحواري الرجل صفوته وخالصته، ومنه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن، قال:
فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح وفي وزنه الحوالي وهو الكثير الحيلة، وإنما طلبوا شهادة بإسلامهم تأكيدا لإيمانهم لأن الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم (مع الشاهدين) مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم أو مع الذين يشهدون بالوحدانية، وقيل مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم شهداء على الناس (ومكروا) الواو لكفار بني إسرائيل الذين أحس منهم الكفر ومكرهم أنهم وكلوا به من يقتله غيلة (ومكر الله) أن رفع عيسى إلى السماء وألقى شبهة على من أراد اغتياله حتى قتل (والله خير الماكرين) أقواهم مكرا وأنفذهم كيدا وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعر المعاقب (إذ قال الله) ظرف لخير الماكرين أو لمكر الله (إني متوفيك) أي مستوفي أجلك، ومعناه: أني عاصمك من أن يقتلك الكفار ومؤخرك إلى أجل كتبته لك ومميتك حتف أنفك لا قتلا بأيديهم (ورافعك إلي) إلى سمائي ومقر ملائكتي (ومطهرك من الذين كفروا) من سوء جوارهم وخبث صحبتهم، وقيل متوفيك: قابضك من الأرض من