____________________
بينهم يقتضي أن يكون اختلافا واقعا فيما بينهم لا فيما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذلك) التولي والإعراض بسبب تسهيلهم على أنفسهم أمر العقاب وطمعهم في الخروج من النار بعد أيام قلائل كما طمعت المجبرة والحشوية دينهم (وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون) من أن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم كما غرت أولئك شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كبائرهم (فكيف إذا جمعناهم) فكيف يصنعون؟ فكيف تكون حالهم؟
وهو استعظام لما أعد لهم وتهويل له وأنهم يقعون فيم لا حيلة لهم في دفعه والمخلص منه، وأن ما حدثوا به أنفسهم وسهلوه عليها تعلل بباطل وتطمع بما لا يكون. وروي أن أول راية ترفع لأهل الموقف من رايات الكفار راية اليهود فيفضحهم الله على رؤوس الأشهاد ثم يأمر بهم إلى النار (وهم لا يظلمون) يرجع إلى كل نفس على المعنى لأنه في معنى كل الناس كما تقول ثلاثة أنفس: تريد ثلاثة أناسي، الميم في (اللهم) عوض من يا ولذلك لا يجتمعان وهذا بعض خصائص هذا الاسم كما اختص بالتاء في القسم وبدخول حرف النداء عليه وفيه لام التعريف وبقطع همزته في يا الله وبغير ذلك (مالك الملك) أي تملك جنس الملك فتتصرف فيه تصرف الملاك فيما يملكون (تؤتي الملك من تشاء) تعطي من تشاء النصيب الذي قسمت له واقتضته حكمتك من الملك (وتنزع الملك ممن تشاء) النصيب الذي أعطيته منه فالملك الأول عام شامل والملكان الآخران خاصان بعضان من الكل. روي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة وعد أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون واليهود: هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع من ذلك " وروي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خط الخندق عام الأحزاب وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا وأخذوا يحفرون خرج من بطن الخندق صخرة كالتل العظيم لم تعمل فيها المعاول، فوجهوا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، فأخذ المعول من سلمان فضربها ضربة صدعتها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم وكبر وكبر المسلمون وقال: أضاءت
وهو استعظام لما أعد لهم وتهويل له وأنهم يقعون فيم لا حيلة لهم في دفعه والمخلص منه، وأن ما حدثوا به أنفسهم وسهلوه عليها تعلل بباطل وتطمع بما لا يكون. وروي أن أول راية ترفع لأهل الموقف من رايات الكفار راية اليهود فيفضحهم الله على رؤوس الأشهاد ثم يأمر بهم إلى النار (وهم لا يظلمون) يرجع إلى كل نفس على المعنى لأنه في معنى كل الناس كما تقول ثلاثة أنفس: تريد ثلاثة أناسي، الميم في (اللهم) عوض من يا ولذلك لا يجتمعان وهذا بعض خصائص هذا الاسم كما اختص بالتاء في القسم وبدخول حرف النداء عليه وفيه لام التعريف وبقطع همزته في يا الله وبغير ذلك (مالك الملك) أي تملك جنس الملك فتتصرف فيه تصرف الملاك فيما يملكون (تؤتي الملك من تشاء) تعطي من تشاء النصيب الذي قسمت له واقتضته حكمتك من الملك (وتنزع الملك ممن تشاء) النصيب الذي أعطيته منه فالملك الأول عام شامل والملكان الآخران خاصان بعضان من الكل. روي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة وعد أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون واليهود: هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع من ذلك " وروي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خط الخندق عام الأحزاب وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا وأخذوا يحفرون خرج من بطن الخندق صخرة كالتل العظيم لم تعمل فيها المعاول، فوجهوا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، فأخذ المعول من سلمان فضربها ضربة صدعتها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم وكبر وكبر المسلمون وقال: أضاءت