الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٤١٠
سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم. نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التورية والإنجيل
____________________
سورة آل عمران مدنية وهي مائتا آية بسم الله الرحمن الرحيم ميم حقها أن يوقف عليها كما وقف على ألف ولام وأن يبدأ ما بعدها كما تقول واحد اثنان وهي قراءة عاصم، وأما فتحها فهي حركة الهمزة ألقيت عليها حين أسقطت للتخفيف. فإن قلت: كيف جاز إلقاء حركتها عليها وهي همزة وصل لا تثبت في درج الكلام فلا تثبت حركتها لأن إثبات حركتها كثباتها؟ قلت: هذا ليس بدرج، لأن ميم في حكم الوقف والسكون والهمزة في حكم الثابت، وإنما حذفت تخفيفا وألقيت حركتها على الساكن قبلها ليدل عليها ونظيره قولهم واحد اثنان بإلقاء حركة الهمزة على الدال. فإن قلت: هلا زعمت أنها حركة لالتقاء الساكنين؟ قلت: لأن التقاء الساكنين لا يبالي به في باب الوقف وذلك قولك هذا إبراهيم وداود وإسحاق، ولو كان التقاء الساكنين في حال الوقف يوجب التحريك لحرك الميمان في ألف لام ميم لالتقاء الساكنين ولما انتظر ساكن آخر. فإن قلت: إنما لم يحركوا لالتقاء الساكنين في ميم لأنهم أرادوا الوقف وأمكنهم النطق بساكنين فإذا جاء ساكن ثالث لم يمكن إلا التحريك فحركوا. قلت: الدليل على أن الحركة ليست لملاقاة الساكن أنه كان يمكنهم أن يقولوا واحد اثنان بسكون الدال مع طرح الهمزة فيجمعوا بين ساكنين كما قالوا أصيم ومديق، فلما حركوا الدال علم أن حركتها هي حركة الهمزة الساقطة لا غير وليست لالتقاء الساكنين. فإن قلت: فما وجه قراءة عمرو بن عبيد بالكسر؟ قلت: هذه القراءة على توهم التحريك لالتقاء الساكنين وما هي بمقبولة و (التوراة والإنجيل) اسمان أعجميان، وتكلف اشتقاقهما من الورى والنجل ووزنهما بتفعلة وإفعيل إنما يصح بعد كونهما عربيين، وقرأ الحسن الإنجيل بفتح الهمزة وهو دليل على العجمة: لأن أفعيل بفتح الهمزة عديم في أوزان العرب.
(٤١٠)
مفاتيح البحث: سورة آل عمران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»