____________________
وتظاهر الأدلة أسكن للقلوب وأزيد للبصيرة واليقين، ولان علم الاستدلال يجوز معه التشكيك بخلاف العلم الضروري فأراد بطمأنينة القلب العلم الذي لا مجال فيه للتشكيك. فإن قلت: بم تعلقت اللام في ليطمئن. قلت: بمحذوف تقديره ولكن سألت ذلك إرادة طمأنينة القلب (فخذ أربعة من الطير) قيل طاوسا وديكا وغرابا وحمامة (فصرهن إليك) بضم الصاد وكسرها بمعنى فأملهن واضممهن إليك قال: * ولكن أطراف الرماح تصورها * وقال: وفرع يصير الجيد وحف كأنه * على الليت قنوان الكروم الدوالح وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما فصرهن بضم الصاد وكسرها وتشديد الراء من صره يصره ويصره إذا جمعه، نحو ضره ويضره ويضره، وعنه فصرهن من التصرية وهي الجمع أيضا (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) يريد ثم جزأهن وفرق أجزاءهن على الجبال. والمعنى: على كل جبل من الجبال التي بحضرتك وفي أرضك، قيل كانت أربعة أجبل، وعن السدى سبعة (ثم ادعهن) وقل لهن تعالين بإذن الله (يأتينك سعيا) ساعيات مسرعات في طيرانهن أو في مشيهن على أرجلهن. فإن قلت: ما معنى أمره بضمها إلى نفسه بعد أن يأخذها؟ قلت: ليتأملها ويعرف أشكالها وهيئاتها وحلاها، لئلا تلتبس عليه بعد الاحياء ولا يتوهم أنها غير تلك، ولذلك قال يأتينك سعيا. وروى أنه أمر بأن يذبحها وينتف ريشها ويقطعها ويفرق أجزاءها ويخلط ريشها ودماءها ولحومها وأن يمسك رؤوسها، ثم أمر أن يجعل أجزاءها على الجبال على كل جبل ربعا من كل طائر، ثم يصيح بها تعالين بإذن الله، فجعل كل جزء يطير إلى الآخر حتى صارت جثثا، ثم أقبلن فانضممن إلى رؤوسهن كل جثة إلى رأسها. وقرئ جزءا