الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٣٥٠
أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا
____________________
بمنى وبين الجبل فيعددون فضائل آبائهم ويذكرون محاسن أيامهم (أو أشد ذكرا) في موضع جر عطف على ما أضيف إليه الذكر في قوله كذكركم، كما تقول: كذكر قريش آباءهم أو قوم أشد منهم ذكرا، أو في موضع نصب عطف على آباءكم بمعنى أو أشد ذكرا من آبائكم على أن ذكرا من فعل المذكور (فمن الناس من يقول) معناه: أكثروا ذكر الله ودعاءه، فإن الناس من بين مقل لا يطلب بذكر الله إلا أعراض الدنيا، ومكثر يطلب خير الدارين فكونوا من المكثرين (آتنا في الدنيا) اجعل إيتاءنا: أي إعطاءنا في الدنيا خاصة (وما له في الآخرة من خلاق) أي من طلب خلاق وهو النصيب، أو ما لهذا الداعي في الآخرة من نصيب لأن همه مقصور على الدنيا والحسنتان ما هو طلبة الصالحين في الدنيا من الصحة والكفاف والتوفيق في الخير وطلبتهم في الآخرة من الثواب وعن علي رضي الله عنه: الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة، وفى الآخرة الحوراء، وعذاب النار امرأة السوء (أولئك) الداعون بالحسنتين (لهم نصيب مما كسبوا) أي نصيب من جنس ما كسبوا من الأعمال الحسنة وهو
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»