____________________
إلا في مسجد نبي وهو أحد المساجد الثلاثة، وقيل في مسجد جامع، والعامة على أنه في مسجد جماعة، وقرأ مجاهد في المسجد (تلك) الاحكام التي ذكرت (حدود الله فلا تقربوها) فلا تغشوها. فان قلت: كيف قيل (فلا تقربوها) مع قوله - فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله -؟ قلت: من كان في طاعة الله والعمل بشرائعه فهو متصرف في حيز الحق فنهى أن يتعداه، لان من تعداه وقع في حيز الباطل، ثم بولغ في ذلك فنهى أن يقرب الحد الذي هو الحاجز بين حيزي الحق والباطل لئلا يدانى الباطل، وأن يكون في الواسطة متباعدا عن الطرف فضلا عن أن يتخطاه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل ملك حمى، وحمى الله محارمه، فمن رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه) فالرتع حول الحمى وقربان حيزه واحد، ويجوز أن يريد بحدود الله محارمه ومناهيه خصوصا لقوله - ولا تباشروهن - وهى حدود لاتقرب. ولا يأكل بعضكم مال بعض (بالباطل) بالوجه الذي لم يبحه الله ولم يشرعه (و) لا (تدلوا بها) ولا تلقوا أمرها والحكومة فيها إلى الحكام لتاكلوا بالتحاكم (فريقا) طائفة (من أموال الناس بالاثم) بشهادة الزور أو باليمين الكاذبة أو بالصلح مع العلم بأن المقضى له ظالم، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للخصمين (إنما أنا بشر وأنتم تختصمون إلى، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضى له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له بشئ من حق أخيه فلا يأخذن منه شيئا، فان ما أقضى له قطعة من نار، فبكيا وقال كل واحد منهما: حقي لصاحبي، فقال اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه) وقيل وتدلوا بها: وتلقوا بعضها إلى حكام السوء على وجه الرشوة، وتدلوا مجزوم داخل في حكم النهى، أو منصوب بإضمار أن كقوله - وتكتموا الحق - (وأنتم تعلمون) أنكم على الباطل، وارتكاب المعصية مع العلم بقبحها أقبح وصاحبه أحق بالتوبيخ. وروى (أن معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الأنصاري قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يمتلئ ويستوى ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا لا يكون على حالة واحدة؟ فنزلت) (مواقيت) معالم يوقت بها الناس مزارعهم ومتاجرهم ومحال ديونهم وصومهم وفطرهم وعدد نسائهم وأيام حيضهن ومدد حملهن وغير ذلك ومعالم للحج يعرف بها وقته. وكان ناس من الأنصار إذا أحرموا لم يدخل أحد منهم حائطا ولا دارا ولا فسطاطا من باب، فإذا كان من أهل المدر نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج أو يتخذ سلما يصعد فيه وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخباء فقيل لهم (وليس البر) بتحرجكم