قوله وينطوى تحته) أي تحت لفظ السفهاء المراد به الجنس الجاري: أي الذين جرى ذكرهم بلفظ الناس مرادا به العهد أو الجنس باعتبار كمال المؤمنين ونقصان غيرهم، وقوله على زعمهم متعلق بينطوى، والضمير للمنافقين، وذلك لأن الذين جرى ذكرهم أعرق الناس في السفه عند المنافقين فكانوا بالانطواء أولى واستركوا عقولهم: أي عدوها ركيكة ضعيفة، والمراجيح كأنه جميع مرجاح، يقال رجل راجح العقل وقوم مراجيح الحلم (قوله كان سفيها) إما لكون ركوب متن الباطل سفها، وإما لأنه لو لم يكن سفيها لم يركبه، يقال وسطت القوم أسطهم سطة: أي توسطتهم وفلان وسيط قومه: إذا كان أوسطهم نسبا وأرفعهم محلا (قوله فدعوهم) أي دعوا المؤمنين مطلقا سفهاء تحقيرا لشأنهم ولا يشتبه عليك أن هذا وما قبله يجريان على تقديري كون اللام في السفهاء للجنس والعهد الذي أشير به إلى الناس مرادا به الجنس على وجهيه، أو المعهود الذي هوالنبى صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، وأما قوله أو أرادوا بالسفهاء عبد الله بن سلام وإشياعه فتخص بالعهد: أعني بكون اللام في السفهاء مشارا بها إلى الناس المراد به هؤلاء فقط، وإنما عطف بأولأن معنى كلامه أنهم أرادوا بالسفهاء جميع المؤمنين. وسموهم بذلك اعتقادا لأحد الوجهين، أو أرادوا به بعضهم، وسموهم بذلك تجلدا وتوقيا مع علمهم أنهم من السفه بمعزل (قوله وفت في أعضاده) أي كسر قوته وفرق عنه أعوانه، والسخافة الرقة، يقال ثوب سخيف: أي غير صفيق، والحلم بالكسر الأناة، والسفه ضده، وأصله الحركة والخفة، والتفصيل من الفاصلة كالتقفية من القافية، وفصلت الآية بكذا:
أي جعلت هذا فاصلتها (قوله وما كان قائما) هو عطف تفسيري على قوله جاهليتهم وليس مبتدأ خبره فهو كالمحسوس، بل ما بعد هذه الفاء نتيجة لما تقدم. تغاور القوم: أي أغار بعضهم على بعض وتناحروا في القتال:
أي تشاجروا فيه حرصا عليه. وقوله ولأنه عطف على لأن أمر الديانية، فهو جهل: أي يتضمنه كأنه هو (قوله مساق هذه الآية) يريد أنه إذا نظر إلى جزاء الشرطية الأولى، أعني " قالوا آمنا " توهم أن هناك تكرارا وإذا لو حظ