المراد: أعني إنزال النكال والذل لا يتصور من المؤمنين، فكيف يتصور الحصر الذي ذكرتموه؟ لأنا نقول:
معنى هذا الحصر أنه تعالى يتولى الاستهزاء بالمعنى الذي يليق به، ولا يتولاه المؤمنون بالمعنى الذي يليق بهم ويماثل استهزاء المنافقين، وفى بيانه أولا ما أريد بالاستهزاء، وقوله آخرا (أن يعارضوهم باستهزاء مثله) أي في كونه سخرية واستخفافا تصريح بما ذكرناه على أنه إذا أريد بالاستهزاء جزاؤه أمكن صدوره عنهما، فيكون المعنى هو الذي بتولى جزاء استهزائهم دون المؤمنين فلا إشكال حينئذ (قوله يفيد حدوث الاستهزاء) أما إفادته الحدوث والتجدد فلكونه فعلا، وأما كون ذلك وقتا بعد وقت فلأن المضارع لما كان دالا على الزمان المستقبل الذي ينقلب حالا شيئا بعد شئ على الاستمرار ناسب أن يقصد به إذا وقع موقع غيره أن معنى مصدره المقارن لذلك الزمان يحدث على منواله مستمرا استمرارا تجدديا لا ثبوتيا كما في الجملة الاسمية. استشعر فلان خوفا: إذا أضمره، وفاعل أن ينزل مستتر: أي ينزل فيهم شئ مما يفضحهم (قوله كفاك دليلا) يريد أن القراءة بضم الياء هنا وفى نظيره دليل واضح على أن المفتوح الياء من المدد إذا لم يستعمل أمد من المد على أن المأخوذ من المد بمعنى الإمهال في العمر إنما يستعمل باللام، وحمله على الحذف والإيصال مخالف للأصل فلا يرتكب إلا بدليل (قوله فكيف جاز) يعنى