لا يثير هواة الشعر والقصص والنحو والأدب والفلسفة و... بل يثير أهله فقط وهم الزيدية و قد قدمنا الكلام في أن الزيدية تضاءل دورهم وانحسر مدهم وصاروا على هامش الساحة فبقي هذا الكتاب وأمثاله خلف الستار.
ولا أريد هنا نفي العناصر المشتركة الموجودة لدى كافة الطوائف والمؤدية إلى ضياع الكثير من الآثار والتراث مثل التساهل والتسامح والغفلة عن حفظ التراث أو الكوارث الطبيعية والصراعات المحلية فتلك العناصر لها موقعها المطلوب من هذه الاحتمالات لكنا نريد أن نبحث عن العناصر الخاصة التي ربما تكون موجودة في هذا الكتاب إضافة إلى العناصر المشتركة التي هي في غنى عن التنويه بها والتعريض لها.
وينبغي أن نشير إلى أنه من الضروري تشكيل لجان خاصة للبحث والتنقيب عما تبقى من الكتب التراثية لصيانتها وحفظها ونشرها فلا يزال العديد من الكتب باقية هنا وهناك تنتظر فرص الانقاذ والنشر وبين كل فترة وأخرى نسمع بالعثور على كتاب من الكتب وقد عثر في الآونة الأخيرة في إيطاليا على أثر نفيس في مناقب أهل البيت لأبي جعفر محمد بن سليمان الكوفي القاضي المعاصر لفرات والذي يحتوي على أكثر من ألف حديث ولم يطلع على هذا الكتاب من ذي قبل أحد من العلماء سوى بعض أوساط الزيدية باليمن وهو الآن قيد الطبع وسيصدر قريبا إنشاء الله بتحقيق شيخنا الوالد.
ترتيب الكتاب وضع الكتاب على أساس السور القرآنية في الغالب فأدرج مثلا كل ما يرتبط بسورة البقرة فيها دون مراعاة ترتيب داخلي للآيات والأحاديث فالأحاديث المرتبطة بالآية 274 مثلا هي خمسة أحاديث لكنها لم تأت في مكان واحد وبالتعاقب، بل الأول كان تحت الرقم (2) من الأصل والثاني تحت الرقم 11 والثالث تحت الرقم 19 والرابع تحت الرقم 25، والخامس تحت الرقم 28 من الأصل وهلم جرا سائر الأحاديث في مختلف السور، ولم يكن الامر ينتهي بهذا بل في كثير من الأماكن وقع الخلط في أحاديث السور أيضا فترى عددا من أحاديث سورة المائدة وقعت في سورة البقرة أو أنه وقع الخلط بين السور المتشابهة في الاسم مثل النمل والنحل والحج والحجر وغيرها من الموارد ولا أدري ممن وقع هذا الخلط الفظيع ومتى وقع فأقدم نسخة عندنا والتي تعود إلى القرن العاشر بهذا الشكل، ولا ندري كيف كان الوضع الأولي للكتاب هل كان مرتبا كما هو عليه باقي الكتب أو كان مثلما هو عليه الآن فعلى أية حال حينما واجهنا هذه الاختلالات لم نر بدا من جعل كل حديث في