الكتاب:
وهو واحد من أمهات المصادر التراثية ومن أقدمها، يضم بين دفتيه كنوزا من الأنوار الإلهية والمعارف القرآنية والأمور التاريخية والاجتماعية، وفي الأعم الأغلب يدور حول ما نزل في أهل البيت عليهم السلام من آي الذكر الحكيم ويتخلله بعض الروايات التي لا ترتبط بما نزل فيهم بل لها جانب تفسيري محض وربما لا يكون لها جانب تفسيري بل ذكرت فيها آية استطرادا وتارة ليس فيها أي ارتباط يذكر.
وقد وصف بأنه تفسير آيات القرآن المروي عن الأئمة كما في مقدمة هذا الكتاب، وفي هذا التعبير الذي لا يعرف قائله مسامحة ما، جمع فيه المصنف روايات كثيرة يرجع قسم منها إلى الأصول والكتب التفسيرية التي كانت متداولة في عصر الأئمة بأسانيد مختلفة ومن مختلف الفئات الاسلامية فمن الشيعة: الامامية والزيدية والواقفية و.... ومن السنة كذلك مختلف الفئات ولا يقتصر فيها على أحاديث الرسول أو أهل البيت عليهم الصلاة والسلام بل يتعداها إلى أقوال الصحابة والتابعين وبعض الشخصيات الأخرى.
وهذا الكتاب لم يكن بمتناول أحد من العلماء والاعلام فيما نعرف إلى زمن العلامة المجلسي رحمه الله سوى الحاكم أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني الحافظ صاحب الكتاب النفيس شواهد التنزيل حيث كان عنده هذا الكتاب بالكامل وهو يكثر النقل عنه في كتابه وأيضا ينقل بسنده إلى فرات إضافة إلى النقل المباشر وقد كان لدى الحاكم الحسكاني أصولا وكتبا أخرى هي غير موجودة اليوم مثل التفسير العتيق وتفسير العياشي بكامله مسندا و... و....
فما هو السبب الذي مني به الكتاب من المجهولية كما مني به صاحب الكتاب؟ ربما يكون للاتجاه الفكري دورا في الموضوع فالكتاب كمؤلفه لا يمثل الاتجاه الامامي حتى تهتم به أوساطها ففي الكتاب مثلا تصريحات لزيد في نفي العصمة عن الإمام السجاد والباقر و الصادق وان المعصومين منا خمسة لا سادس لهم ولا يرتبط بالأوساط السنية بشكل من الاشكال حتى تهتم به ففي الكتاب تعريض لبعض الصحابة وفيه أيضا التوجه الخاص الموجود عند الشيعة في أخذ معارفهم من أهل البيت حيث ترى الكتاب زاخرا بأحاديث الباقر والصادق عليهما السلام، ولم يحصل للزيدية قدرة تذكر في مراكز التحرك العلمي والثقافي مثل إيران والعراق والشام ومصر حتى يتمكنوا من صيانة تراثهم وبثه.
وربما كان بسبب روايته المحضة وخلوه من الجوانب الأدبية والقصصية والشعرية و... لم يلق رواجا وسوقا عند العامة وأهل الأذواق الخاصة فبقي طي الكتمان فالكتاب هذا