الألباني وشذوذه وأخطاؤه - ارشد السلفي - الصفحة ٧٥
التمريض - وأقول إنه لو ربأ بالدار قطني بنفسه عن التفوه بمثل هذا الكلام السخيف لكان أوفق وأحرى بمكانته العلمية، فالدارقطني لو لم يكن مغلوبا على فهمه ومدفوعا إلى تدعيم رأيه في النبيذ لاستطاع أن يفهم معنى الاختلاط هو أن يكون عند راو حديثان عن سفيان الثوري مثلا أحدهما عن منصور، وآخر عن الكلبي، فيروي حديث الكلبي عن الثوري عن منصور وحديث منصور عن الثوري عن الكلبي - وأما إذا لم يعرف قط أن عنده حديث الكلبي عن سفيان، وروى هو حديث منصور برواية سفيان فلا يحل لأحد بخاريا كان أو دارقطنيا أن يجازف ويقول إن هذا حديث الكلبي انقلب عليه لاختلاطه، إنما هذا توهيم وتخطئة بلا دليل وقول من غير حجة.
وإليك نظيرا آخر، إن في مسلم حديثا عن عاصم العمري عن سعيد المقبري عن أبيه، رواه معاذ بن معاذ الثقة عن عاصم عن عبد الله بن سعيد عن أبيه، فقال الحافظ أبو الفضل بن عمار إن حديث مسلم منكر، وإنما رواه عاصم عن عبد الله دون سعيد - فرد الألباني هذا بقوله لا أرى استنكار حديث هذا برواية ذاك بدون حجة ظاهرة سوى دعوى أن حديثه يشبه حديث أحاديث عبد الله الواهي الخ (الصحيحة 3 / 272).
أقول: ومن هذا القبيل دعوى البيهقي إن اليسع بن إسماعيل سرقه فرواه عن زيد بن الحباب، وهذه دعوى فارغة ومجازفة بحتة، فإن اليسع لم يتهمه أحد من النقاد بسرقة الحديث، وإنما رماه بها البيهقي من غير حجة ولا
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»