الألباني وشذوذه وأخطاؤه - ارشد السلفي - الصفحة ٧٤
وأما قوله: هذا حديث معروف بيحيى بن يمان ويقال إنه انقلب عليه الإسناد واختلط عليه بحديث الكلبي عن أبي صالح، ففيه ما لا يخفي من التحكم، والتعصب لرأيه الذي ارتأه - وليس نهج كلامه علميا فإنه إن كان حديثا معروفا براو، فلا يلزم من هذا أن لا يكون ذلك الحديث مرويا من جهة راو آخر، ولا أنه إن كان مرويا من جهة راو آخر فهو كذب ومن ادعى اللزوم فعليه البيان بالحجة المسموعة.
ونظير قول الدارقطني، قول الإمام أحمد في حديث رواه أبو نضرة عن أبي سعيد: ما خلق الله من ذا شيئا: هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد، يعني أن الحديث معروف برواية أبي هارون فلا يرى أحمد صحته برواية أبي نضرة - فرد الألباني على أحمد بقوله: أما أن يكون سعيد الراوي عن عباد عن الجريري عن أبي نضرة الواسطي... فتوهيمه في إسناده إياه لا وجه له في نظري لثقته، وأما أن يكون عنى أحمد أنه هو النشيطي الضعيف فهذا لا وجه له بعد ثبوت أنه الواسطي.
فأقول كذلك إنه لما لم يوجد في إسناد حديث زيد بن الحباب من يتهم بالكذب أو الوضع لم يصح أن يقال إن هذا الإسناد موضوع، نعم إن كان الراوي عن زيد بن الحباب ضعيفا أمكن أن يقال هذا الإسناد ضعيف، لاكن الضعف لا يرادف البطلان.
وأما الذي ذكره الدارقطني من الاختلاط والانقلاب، فيكفي لرده حسب تحقيق الألباني أن الدارقطني برئ من عهدته وأشار إلى ضعفه وسخافته حيث ذكره بصيغة
(٧٤)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»