كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ٢١١
ألسنة الخلق أعلام الحق أو أقلام الحق. وبمعنى الفأل موكل بالمنطق. كذا في المقاصد وغيره. وقال النجم مصر بأقوالها ليس بحديث إلى آخر ما ذكر في المقاصد لكنه مكتوب بأقوالها بالقاف فلعله تحريف أو يقال أقوالها بالقاف جمع قول وعلى الفاء فالظاهر أنه جمع فأل بالفاء من التفاؤل. ولكنه حينئذ لا يختص بمصر. ويحتمل أنه جمع فول أحد ما يقتات وحينئذ يكون المعنى حياة مصر بخروج فولها لكثرة انتفاعهم به لا سيما فقرائها فليتأمل.
2309 - مصر كنانة الله في أرضه ما طلبها - وفي لفظ ما ظلمها - عدو إلا أهلكه الله. قال في المقاصد لم أره بهذا اللفظ. ولكن عند أبي محمد الحسن بن زولاق في فضائل مصر له بلفظ مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه الله تعالى، وعزاه في الخطط لبعض الكتب الإلهية، وكذا روي عن كعب الأحبار مصر بلد معفاة من الفتن من أرادها بسوء كبه الله على وجهه. ولابن يوسف وغيره عن موسى الأشعري أهل مصر الجند الضعيف ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤونته. قال تبيع بن عامر الكلاعي فأخبرت بذلك معاذ بن جبل فأخبرني بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ورد لفظ الكنانة في شأن الشام أيضا كما أخرجه ابن عساكر عن عون بن عبد الله بن عتبة أنه قال قرأت فيما أنزل الله تعالى على بعض الأنبياء إن الله تعالى يقول الشام كنانتي فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم وعن عمر بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض قال أبو بكر ولم ذاك يا رسول الله قال إنهم في رباط إلى يوم القيامة، وعن عمر بن الحمق قال مرفوعا تكون فتنة أسلم الناس - أو خير الناس فيها الجند الغربي فلذلك قدمت عليكم مصر. وعن أبي بصرة الغفاري أنه قال مصر خزائن الأرض كلها وسلطانها سلطان الأرض كلها ألا ترى إلى قول يوسف " اجعلني على خزائن الأرض " ففعل فأغيث بمصر وخزائنها يومئذ كل حاضر وباد من جميع الأرض إلى غير ذلك مما أودعه ابن
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست