كشف الخفاء - العجلوني - ج ٢ - الصفحة ١٨٢
الأربعاء إلا وقد تم. قال وهكذا كان يفعل أبي فيروى هذا الحديث بإسناده عن القوام أحمد بن عبد الرشيد انتهى. ويعارضه حديث جابر رفعه يوم الأربعاء يوم نحس مستمر أخرجه الطبراني في الأوسط، ونحوه ما يروى عن ابن عباس أنه قال لا أخذ فيه ولا عطاء. وكلها ضعيفة انتهى. وقال القاري وفيه أن معناه كان يوما نحسا مستمرا على الكفار. ومفهومه أنه سعد مستقر على الأبرار. وقد اعتمد من أئمتنا صاحب الهداية على هذا الحديث وكان يعمل به في ابتداء درسه. وقد قال العسقلاني بلغني عن بعض الصالحين ممن لقيناه أنه قال اشتكت الأربعاء إلى الله تعالى تشاؤم الناس بها فمنحها أنه ما ابتدئ بشئ فيها إلا وتم انتهى.
2192 - ما بعث الله نبيا إلا عاش نصف ما عاش النبي قبله. رواه أبو نعيم عن زيد بن أرقم رفعه وسنده حسن لاعتضاده. لكن يعكر عليه ما ورد في عمر عيسى. نعم أخرج الطبراني بسند رجاله ثقات عن فاطمة بنت الحسين بن علي أن عائشة كانت تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل عام مرة وأنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين فبكت - الحديث، ولأبي نعيم عن ابن مسعود رفعه بلفظ يا فاطمة إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله. وفيه كلام في حواشي المواهب للشبراملسي.
2193 - ما بكيت من دهر إلا بكيت عليه. من كلام ابن عباس ففي معجم ابن جميع عن الشعبي قال كنت عند ابن عباس فجاءه رجل فقال يا ابن عباس أما تعجب من عائشة تذم دهرها وتنشد قول لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الأجرب يتأكلون ملاذة ومشحة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب فقال ابن عباس لئن ذمت عائشة دهرها فقد ذم عاد دهره، وجد في خزانة عاد سهم
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست