نظم درر السمطين - الزرندي الحنفي - الصفحة ١٦٥
تعرضت للفضيحة، ولم يناقشك بالجريمة ولم يؤيسك من الرحمة، ولم يشدد عليك في التوبة فجعل النزوع عن الذنب حسنة، وحسب سيئتك واحدة وحسب حسنتك عشرا، وفتح لك باب المتاب والاستيناف فمتى شئت سمع نداك ونجواك، فأفضيت إليه بحاجتك وأنبأته عن ذات نفسك وشكوت إليه همومك، واستعنته على أمورك وناجيته بما تستخفي به من الخلق من سرك، ثم جعل بيدك مفاتيح خزائنه فالحح في المسألة يفتح لك باب الرحمة بما اذنك فيه من مسألته، فمتى شأت استفتحت بالدعاء أبواب خزائنه فالحح ولا يقنطنك ان أبطأت عنك الإجابة، فان العطية على قدر المسألة وربما أخرت عنك الإجابة ليكون أطول للمسألة واجزل للعطية، وربما سألت شيئا فلم تؤته وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا أو صرف عنك لما هو خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله أو يبقى عنك وباله، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له، فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أو سيئا أو يعفو العفو الكريم.
وأعلم أنك خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء، وللموت لا للحياة، وأنك في منزل قلعة ودار بلغة وطريق إلى الآخرة فإنك طريد الموت الذي لا ينجو هاربه، ولا بد انه مدركك يوما فكن منه على حذر ان يدركك على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك فيها بالتوبة فيحول بينك وبين ذلك فإذا أنت قد أهلكت نفسك. أي بني أكثر ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه ويقضي بعد الموت إليه وأجعله أمامك حتى يأتيك وقد أخذت حذرك لا يأخذك على غرتك، وأكثر ذكر الآخرة وما فيها من النعيم والعذاب الأليم فان ذلك يزهدك في الدنيا ويصغرها عندك، وقد نبأك الله عنها ونعتت لك نفسها
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 3
2 كلمة حول الكتاب: ترجمة المؤلف - كلمات الثناء عليه - طبقات الرواة عنه. شعره. 4
3 مقدمة المؤلف: سبب التأليف، هجرته من المدينة إلى شيراز المدخل، تقسيم كتابه إلى سمطين وجعل كل سمط إلى قسمين 14
4 ذكر امتنان الله بنبيه محمد (ص) على الأمة وكشف الأصار التي كانت على من قبلنا عنا بسببه. نسبه (ص). أمه أسماؤه. شرفه. بيان فضل الصلاة والسلام عليه. القسم الأول من السمط الأول: النبي (ص) 26
5 فضائله (ص). صفته وحالاته. خاتم النبوة. شيمته طيب ريحه. حسن خلقه. تواضعه. جوده. شجاعته. حيائه وقلة كلامه. تبسمه واختياره أيسر الأمور. معجزاته. القسم الثاني من السمط الأول: أمير المؤمنين (ع) 52
6 مناقب الامام أمير المؤمنين. نسبه من رسول الله. صفته اسلامه ما نزل من الآيات في شأنه. إخاء النبي (ص) له. محبة الله ورسوله (ص) له ومحبته لهما. جامع مناقبه وفضائله ارتقائه على منكب رسول الله (ص). كلمات الصحابة فيه. اخبار النبي بقتله. خاتمة تشتمل على نبذة من درره وغرره الحكمية. شعره. القسم الأول من السمط الثاني: فاطمة الزهراء (ع) 77
7 ولادتها: محلها من أبيها. قول النبي: ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. قول النبي: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة جوازها على الصراط. تزويجها بعلي. ما لحقها وأمير المؤمنين (ع) من الجهد والشدة. القسم الثاني من السمط الثاني في فضائل أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين 175
8 أسماؤهما. مولد الحسن. سخاؤه وكرم طباعه. حب النبي (ص) لهما سبب موت الحسن وجزعه عند موته. مقتل الحسين بن علي. حمل النبي (ص) لهما. قول النبي: هما ريحانتي من الدنيا خروج الحسين إلى العراق وقتله هناك ذكر العقوبات والآيات التي وقعت بعد قتل الحسين. قتل الحسين وما رثي به. 193
9 وصية رسول الله (ص) بأهل بيته وفضل مودتهم. 231
10 ذكر المكافاة لمن أسدى إلى أهل بيته معروفا عند لقائه يوم القيامة 235
11 قوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت 238
12 انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة. 239
13 ذكر امتحان يكون به للمحق شرف واتضاح وللكاذب فيه بلية وافتضاح. 241