، ونجا شبيب في غمار الناس، وأخذوا ابن ملجم فأتوا به عليا فقال له:
أي عدو الله ألم أحسن إليك قال: بلى قال: فما حملك على هذا قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله ان يصل به شر خلقه، فقال علي (ع): فلا أراك الا مقتولا به ولا أراك الا من شر خلق الله. وأما البرك وعمرو بن بكر في تلك الليلة التي ضرب فيها علي (ع) فقعد كل منهما لصاحبه، فقعد عمرو ابن بكر لعمرو بن العاص فلم يخرج اتفاقا تلك الليلة وأرسل عوضه خارجة يصلي بالناس فقتله وهو يظن أنه هو عمر فقتل في ذلك أراد عمرو وأراد الله خارجة وقيل: أنه لما عرف انه ليس هو كف عنه وقال: إنما أريد قتل عمرو ولا فائدة لي من قتل هذا فتركه.
وقعد البرك لمعاوية فلما خرج لصلاة الصبح شد عليه فأدبر معاوية هاربا فوقع السيف في عجزه وأخذ البرك فقال: ان معي خبرا أسرك به فهل ذلك نافعي عندك قال نعم قال: ان أخاك عليا قتل في هذه الليلة قال: فلعل قاتله لم يقدر عليه ذلك، قال: بلى ان عليا يخرج وليس معه أحد يحرسه فأمر به معاوية فقتل، وبعث إلى الساعدي وكان طبيبا فلما نظر إليه قال: اختر إحدى خصلتين أما أحمي حديدة واضعها موضع السيف، وأما أسقيك شربة تقطع منك الولد وتبرأ منها فان ضربتك مسمومة فقال معاوية: أما النار فلا صبر لي عليها، وأما انقطاع الولد فأن في يزيد وعبد الله وأولادهما ما تقر به عيني فسقاه تلك الشربة فبرأ ولم يولد له (1).
وأما علي (ع) فلم يعالج ضربته وكانت قد بلغت إلى أم رأسه فمات منها (ع) ولما حضره الموت دعا بدوات وصحيفة وقال للكاتب اكتب: