شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٤٠٥
ومن مذاهبهم أن الرجل منهم كان إذا ركب مفازة وخاف على نفسه من طوارق الليل عمد إلى وادي شجر فأناخ راحلته في قرارته، وعقلها وخط عليها خطا ثم قال:
أعوذ بصاحب هذا الوادي، وربما قال: بعظيم هذا الوادي، وعن هذا قال الله سبحانه في القرآن: ﴿وإنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا﴾ (1).
واستعاذ رجل منهم ومعه ولد فأكله الأسد، فقال:
قد استعذنا بعظيم الوادي * من شر ما فيه من الأعادي * فلم يجرنا من هزبر عاد *.
وقال آخر أعوذ من شر البلاد البيد * بسيد معظم مجيد أصبح يأوي بلوى زرد * ذي عزة وكاهل شديد.
وقال آخر:
يا جن أجراع اللوى من عالج * عاذ بكم ساري الظلام الدالج * لا ترهقوه بغوي هائج *.
وقال آخر:
قد بت ضيفا لعظيم الوادي * المانعي من سطوة الأعادي * راحلتي في جاره وزادي *.
وقال آخر:
هيا صاحب الشجراء هل أنت مانعي * فإني ضيف نازل بفنائكا

(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»
الفهرست