من هذا؟ قال: هذا أخي، وابن عمى عمارة بن حمزة، فلما ولى الرجل ذكر المهدى الكلمة كالممازح لعمارة، فقال: عمارة والله لقد انتظرت أن تقول مولاي فانفض يدي من يدك، فتبسم المهدى.
وكان أبو الربيع الغنوي أعرابيا جافيا تياها شديد الكبر، قال أبو العباس المبرد في الكامل: فذكر الجاحظ إنه أتاه ومعه رجل هاشمي: قال: فناديت: أبو الربيع هنا؟
فخرج إلى وهو يقول خرج إليك رجل أكرم الناس، فلما رأى الهاشمي استحيا وقال:
أكرم الناس رديفا، وأشرفهم حليفا (1) - أراد بذلك أبا مرثد الغنوي، لأنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وآله وحليف أبى بكر - قال: حدثنا ساعة ثم نهض الهاشمي فقلت له: من خير الخلق؟ قال: الناس والله، قلت: من خير الناس؟ قال:
العرب والله، قلت: فمن خير العرب؟ قال: مضر والله، قلت: فمن خير مضر؟
قال: قيس والله، قلت: فمن خير قيس؟ قال: يعصر والله، قلت: فمن خير يعصر؟ قال:
غنى والله، قلت: فمن خير غنى؟ قال: المخاطب لك والله، قلت: أفأنت خير الناس؟
قال: أي والله، قلت: أيسرك أن تكون تحتك ابنه يزيد بن المهلب؟ قال: لا والله، قلت: ولك ألف دينار، قال: لا والله، قلت: فألفا دينار، قال: لا والله، قلت: ولك الجنة فأطرق ثم قال: على ألا تلد منى، ثم أنشد:
تأبى ليعصر أعراق (2) مهذبة * من أن تناسب قوما غير أكفاء فإن يكن ذاك حتما لا مرد له * فأذكر حذيف فإني غير أباء (3)