شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٥٦
من هذا؟ قال: هذا أخي، وابن عمى عمارة بن حمزة، فلما ولى الرجل ذكر المهدى الكلمة كالممازح لعمارة، فقال: عمارة والله لقد انتظرت أن تقول مولاي فانفض يدي من يدك، فتبسم المهدى.
وكان أبو الربيع الغنوي أعرابيا جافيا تياها شديد الكبر، قال أبو العباس المبرد في الكامل: فذكر الجاحظ إنه أتاه ومعه رجل هاشمي: قال: فناديت: أبو الربيع هنا؟
فخرج إلى وهو يقول خرج إليك رجل أكرم الناس، فلما رأى الهاشمي استحيا وقال:
أكرم الناس رديفا، وأشرفهم حليفا (1) - أراد بذلك أبا مرثد الغنوي، لأنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وآله وحليف أبى بكر - قال: حدثنا ساعة ثم نهض الهاشمي فقلت له: من خير الخلق؟ قال: الناس والله، قلت: من خير الناس؟ قال:
العرب والله، قلت: فمن خير العرب؟ قال: مضر والله، قلت: فمن خير مضر؟
قال: قيس والله، قلت: فمن خير قيس؟ قال: يعصر والله، قلت: فمن خير يعصر؟ قال:
غنى والله، قلت: فمن خير غنى؟ قال: المخاطب لك والله، قلت: أفأنت خير الناس؟
قال: أي والله، قلت: أيسرك أن تكون تحتك ابنه يزيد بن المهلب؟ قال: لا والله، قلت: ولك ألف دينار، قال: لا والله، قلت: فألفا دينار، قال: لا والله، قلت: ولك الجنة فأطرق ثم قال: على ألا تلد منى، ثم أنشد:
تأبى ليعصر أعراق (2) مهذبة * من أن تناسب قوما غير أكفاء فإن يكن ذاك حتما لا مرد له * فأذكر حذيف فإني غير أباء (3)

(1) قال أبو العباس: قوله: (وأشرفهم حليفا)، كان أبو مرثد حليف حمزة بن عبد المطلب.
(2) في د: (أخلاق) والمعنى عليه يستقيم أيضا.
(3) قال أبو العباس: قوله: (فاذكر حذيف)، أراد حذيفة بن بدر الفزاري، وإنما ذكره من بين الاشراف لأنه أقربهم إليه نسبا، وذاك يعصر بنى سعد بن قيس، وهؤلاء بنو ريث بن غطفان بن سعد بن قيس.
(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383