شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٧
(349) الأصل الأقاويل محفوظة، والسرائر مبلوة و (كل نفس بما كسبت رهينة). والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله، سائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل رأيه الرضا والسخط، ويكاد أصلبهم عودا تنكؤه اللحظة، وتستحيله الكلمة الواحدة.
الشرح:
السرائر هاهنا: ما أسر في القلوب من النيات والعقائد وغيرها، وما يخفى من أعمال الجوارح أيضا. وبلاؤها: تعرفها وتصفحها، والتمييز بين ما طاب منها وما خبث.
وقال عمر بن عبد العزيز للأحوص لما قال:
ستبلى لها في مضمر القلب والحشا * سريره حب يوم تبلى السرائر إنك يومئذ عنها لمشغول.
ذكر عليه السلام الناس فقال: قد عمهم النقص إلا المعصومين. ثم قال: سائلهم يسأل تعنتا، والسؤال على هذا الوجه مذموم، ومجيبهم متكلف للجواب، وأفضلهم رأيا يكاد رضاه تارة وسخطه أخرى يرده عن فضل رأيه، أي يتبعون الهوى
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383