شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٥
(347) الأصل العفاف زينة الفقر، والشكر زينة الغنى.
الشرح:
قد سبق القول في أن الأجمل بالفقير أن يكون عفيفا، وألا يكون جشعا حريصا، ولا جادا في الطلب متهالكا، وإنه ينبغي أنه إذا افتقر أن يتيه على الوقت وأبناء الوقت، فإن التيه في مثل ذلك المقام لا بأس به، ليبعد جدا عن مظنة الحرص والطمع.
وقد سبق أيضا القول في الشكر عند النعمة ووجوبه، وإنه سبب لاستدامتها، وإن الاخلال به داعيه إلى زوالها وانتقالها، وذكرنا في هذا الباب أمورا مستحسنة، فلتراجع، وقال عبد الصمد بن المعذل في العفاف:
سأقنى العفاف وأرضى الكفاف * وليس غنى النفس حوز الجزيل ولا أتصدى لشكر الجواد * ولا استعد لذم البخيل واعلم أن بنات الرجاء * تحل العزيز محل الذليل وأن ليس مستغنيا بالكثير * من ليس مستغنيا بالقليل
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383